أكد رئيس اللجنة العلمية التابعة للجنة الاشراف على مؤتمر (كوب 22)، نزار بركة، اليوم الجمعة بمراكش، أن مكافحة التغيرات المناخية تتطلب تعبئة وانخراط كافة الفاعلين بالمجتمع المدني. وقال نزار بركة في مداخلة في إطار أشغال اللقاء المنظم على مدى يومين (8 -9 شتنبر الجاري) حول موضوع "الانتقال الطاقي، المساهمات المحددة على المستوى الوطني وما بعد قمة المناخ كوب 21"، إن "مكافحة ظاهرة التغيرات المناخية ليست شأنا يهم الدول والخبراء بل إنها تتطلب أيضا تعبئة وانخراط كافة الفاعلين بالمجتمع المدني مما يقتضي مأسسة مشاركته على مستوى تصور ومتابعة وتقييم السياسات المناخية المحلية والوطنية والإقليمية والدولية". وأبرز أن محاربة تأثيرات التغيرات المناخية "لن تكون فعالة إلا انطلاقا ومن خلال تحصين أفضل للمجالات الترابية والمدن في مواجهة هذه التأثيرات. وفي هذا الصدد، يضيف نزار بركة، يتعين ادراج الرهانات المناخية ضمن جميع السياسات المتعلقة بتهيئة المجال الترابي. من جهة أخرى، شدد المتحدث على ضرورة اغتنام الفرص الاقتصادية التي تتيحها مكافحة التغيرات المناخية والمتجلية في مختلف قطاعات الاقتصاد الأخضر والأزرق التي تتيح فرصا حقيقية فيما يرتبط بالنمو وخلق فرص الشغل، قائلا إنه "لا يتعين النظر إلى التغيرات المناخية باعتبارها خطرا وإنما فرصة". ودعا، بهذه المناسبة، إلى ضرورة إدراج الأشغال المرتبطة بالتحضير ل"كوب 22 " في إطار ميثاق ثلاثي، يشمل المناخ والمجال الاجتماعي التضامني والاقتصاد والجانب المالي على نحو مبتكر يسهل تحقيق الانتقال نحو نموذج حقيقي للتنمية. وخلص إلى القول إن أشغال هذا اللقاء من شأنها المساهمة في إغناء التفكير المشترك من أجل جعل مؤتمر المناخ "كوب 22" مؤتمرا للتعاون الفعال وللتضامن والتكاملية بين جميع القوى الحية بالعالم من أجل صيانة وحماية مصالح الأجيال المستقبلية. ويشارك في هذا اللقاء، المنظم بمبادرة من صندوق النقد الدولي ومركز الحكامة الاقتصادية العالمية بجامعة كولومبيا ومركز البحث والدراسات (بوليسي سنتر أو.سي. بي) بدعم من اللجنة العلمية لقمة المناخ "كوب 22"، مسؤولون كبار وخبراء بمنظمات دولية ومعاهد البحث وجامعيون وأساتذة متخصصون في السياسة والمقاولات، بهدف إغناء النقاش حول قضايا تتعلق بتأثيرات الانتقال الطاقي، والاتفاقيات المرتبطة بالتغيرات المناخية وأسعار الكاربون. ومن شأن هذا اللقاء، الذي يتزامن مع التحضير لاحتضان مدينة مراكش للمؤتمر العالمي حول المناخ "كوب 22" خلال شهر نونبر المقبل، المساهمة بشكل إيجابي في النقاشات المتعلقة بالتغيرات المناخية. وتهم المحاور المتناولة في هذا اللقاء، بالخصوص، " الانتقال الطاقي وتأثيراته" و"آفاق الانتقال الطاقي" و"مخاطر الانتقال الطاقي"، و"أسعار الكاربون"، و" ما بعد قمة المناخ كوب 21" و"تفعيل الاتفاقيات حول المناخ" و"البنيات التحتية، الموارد المالية والمناخ".