أكد صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون ورئيس لجنة الإشراف على مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة حول المناخ (كوب 22)، أن المغرب ملتزم بالدفع بدينامية مساعدة الدول الهشة والفقيرة المهددة بالتغيرات المناخية . كما شدد مزوار خلال اجتماع حوار بطرسبرغ السابع حول المناخ الذي تحتضنته العاصمة الالمانية على مدى يومين ، على دعم قدرات هذه الدول لمواجهة آثار التغيرات المناخية ودفع الدول إلى المصادقة على اتفاقية باريس المنبثقة عن المؤتمر (كوب 22 ) قبل مؤتمر مراكش (كوب 22 ) وفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها .
وأضاف أن مؤتمر (كوب 22 ) سيشكل محطة هامة ورسالة قوية للإنسانية ، وضمانا لالتزام الفاعلين الدوليين بما تضمنته اتفاقية باريس مشددا على أن الرئاسة المغربية ستواصل عملها في التحسيس والتعبئة حتى تكون محطة مراكش فرصة تاريخية للعمل ومواكبة الدول التي تواجه صعوبات في تنفيد التزاماتها عبر إيجاد حلول لقضية التمويل وابتكار آليات مالية بسيطة وفعالة ، وتعبئة 100 مليار دولار المقررة في اتفاق باريس قبل حلول سنة 2020 .
وأكد الوزير أن المغرب سيطرح مبادرات عملية في هذا الاتجاه كالشباك الوحيد للتمويل ووضع برامج ومشاريع متناسقة وواضحة مشيدا بدور الفاعلين غير الحكوميين والقطاع الخاص في الدفع بهذه الدينامية ، داعيا في نفس الوقت إلى مواصلة البحث عن مبادرات أخرى جديدة.
وأشار الوزير إلى أن مؤتمر (كوب 21 ) الذي شكل محطة قوية لم تكن لتحقق النجاح لولا التزام وتعبئة جميع الدول وبفضل أيضا روح المسئولية التي سادتها مؤكدا أن الرئاسة المغربية تلتزم باستمرار هذه الروح في (كوب 22 ) .
واعتبر أن اتفاقية باريس ، التي وقعت عليها أزيد من 170 دولة ، تفرض تنزيل مقتضياتها مشيرا إلى أن المغرب وضع خارطة طريق قبل مؤتمر مراكش من أجل المصادقة عليها.
وأكد مزوار أن المغرب وتحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وضع رؤية استراتيجية طموحة للتنمية المستدامة للتحكم في تداعيات التغييرات المناخية ، مشددا على أن هذه الاستراتيجية الوطنية تهدف إلى إنتاج 52 في المائة من حاجياته من الكهرباء عبر الطاقات المتجددة . وأكد رئيس (كوب 22 ) أن المغرب ملتزم اليوم ايضا بدعم الاقتصاد الأخضر ويدعو الدول إلى تحقيق الانتقال إلى الطاقات المتجددة ومواكبة الدول الهشة في افريقيا وتسهيل نقل التكنولوجيا إليها ودعم قدراتها.
من جهتها أشادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بالجهود التي بذلت في مؤتمر باريس مشيرة إلى أن الدول الأطراف ستكون على موعد هام ومحطة تاريخية في مراكش معربة في نفس الوقت عن ثقتها بأن أشغال (كوب 22 ) ستكلل بالنجاح .
وأشارت ميركل أن مؤتمر (كوب 21 ) شكل مرحلة تاريخية هامة اعطت الأمل لسكان الأرض ملفتة الانتباه إلى أن على بعض الدول الفاعلة مثل الولاياتالمتحدة والصين أن تلتزم بالمصادقة على الاتفاقية المنبثقة عن هذا المؤتمر والمرور إلى المراحل اللاحقة .
واعتبرت المستشارة الالمانية ان الدول عبرت عن إرادة قوية في قمة نيويورك بتوقيعها على اتفاقية باريس التي صادق عليها حتى الآن 19 دولة من إجمالي 197 دولة، مذكرة أن حكومة بلادها ستجتمع غدا لمناقشة هذا الموضوع معربة ، في ذات الوقت عن أملها في أن تقوم دول الاتحاد الأوروبي بترجمة التزاماتها عبر المصادقة عليها.
كما أعربت ميركل عن أملها في أن يعدل المزيد من المستثمرين عن القطاعات الصناعية المضرة بالبيئة، إذ قالت إن نجاح اتفاقية باريس للمناخ " سيحدد بوضوح شديد نوعية الاستثمارات التي يمكن اعتمادها خلال السنوات المقبلة ".
وبعد أن تحدثت عن مشاريع الطاقات المتجددة التي اعتمدتها ألمانيا والمشاريع الواعدة التي انخرطت فيها أشادت بالجهود التي يقوم بها المغرب الذي سيستضيف مؤتمر (كوب22 ) وعزمه الرفع من حجم الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء وتحسين استعمالات الطاقة النظيفة.
وقالت بخصوص تمويل المشاريع " إن النظام المالي العالمي ترك لنا الكثير من الأعباء ، وسيكون من المستحسن أن يلعب دورا إيجابيا في حماية المناخ أكثر مما كان عليه الحال خلال الأزمة المالية التي عصفت بالعالم سنتي 2008 و 2009 " .
وأكدت ميركل أن على الدول المنخرطة في المجهود من أجل المناخ أن تجد أجوبة واضحة حول مصادر تمويل المشاريع المتعلقة بمواجهة التغيرات المناخية حتى يكون هذا القرن قرنا خاليا من ثاني أوكسيد الكربون ، وضمان الاستثمارات والأمن وحماية للمناخ .
جدير بالذكر أن لقاء حوار بطرسبرغ الذي شارك فيه وزراء من 35 دولة ، ووفد مغربي هام ضم على الخصوص الوزيرة المنتدبة في البيئة والمبعوثة الخاصة للتعبئة لدى لجنة الاشراف على (كوب 22 ) ،وأعضاء من اللجنة ، جاء في إطار الإعداد لمؤتمر مراكش (كوب 22 ).
وقد تدارس المشاركون في هذا الحوار الذي ترأست اشغاله وزيرة البيئة الألمانية باربارا هيندريكس، عددا من القضايا البيئية والمناخية كخفض انبعاث الغازات ، والتغيرات المناخية ، وسبل مواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى ، فضلا عن الإعداد والتحضير لمؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية (كوب 22) بمراكش .
وكان المجتمع الدولي قد أقر اتفاقية باريس خلال (كوب 21 ) في دجنبر الماضي من أجل الحد من ارتفاع الاحتباس الحراري ، إذ ستدخل الاتفاقية حيز التنفيذ عندما تصادق عليها 55 دولة.