اينكم يا من تدعون الإصلاح والقضاء على الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية؟ فهل يلدغ المؤمن من الجحر مرتين؟ جحافل من المتسولين والمتسكعين و (المتشرملين ) والمخدرين والشرفاء المعطلين يجوبون الشوارع، منهم من يدمي القلب عطفا ورافة، ومنهم من ينشر الرعب والخوف ظلما وعنوة. إليكم أتوجه يا من ركبتم على أكتاف الغلبة، وتوسدتم الأموال والثروة، وأقمتم في القصور والفنادق، وركبتم السيارات الفخمة، وانتقلتم من عتبات الفقر والحاجة والنقمة، إلى مراتب الجاه والعظمة حتى أصابتكم البطنة من التخمة. اينكم من عدالة (عمر ) الذي ما ظلم في عهده بشر ولا بهيمة ولا حجر؟ اينكم يا من أنستكم الكراسي المآسي؟ حيث جلستم على الأرائك المريحة، منكم من ينام ملء جفونه رغم الصراخ والأنين، ومنكم من يجعجع بلا طحين. ملأتم الدنيا صياحا وشغلتم الناس بالنكات (البايخة ) والكلام المعسول، ثم كشرتم على أنياب الغدر لما كسبتم ثقة البسطاء، وجعلتم أصواتهم المبحوحة المطالبة بالحقوق ثغاء، وليس ذلك بغريب عنكم لما عقدتم العهد مع كل السفهاء، وعفوتم وسامحتم الذين بسببهم ومكرهم عم الغلاء والبلاء. تغيرون جلودكم أكثر من الحرباء. إننا لم نعد نطيق الاستماع إلى كلامكم ولا إلى خطاباتكم السمجة، كرهنا وجوهكم المقنعة، وأجوبتكم المصطنعة، فمهما حاولتم خداعنا واستعبادنا واستبلادنا فإنكم لن تفلحوا، فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، ولن يتحول أبدا الرماد إلى لجين. سنبقى رغم أنفكم صامدين واثقين، نشرب الشاي الأخضر المر بدون سكر الذي رفعتم الدعم عنه لقهر المستضعفين، نحيا بالرغيف الحافي ما دام هناك قمح وشعير وطحين، لكننا لن نهزم او نلين، سنبقى لكم شوكة مؤلمة في الحلق اليوم وغدا والى حين، سندخل المدارس المقعورة الأسقف والمهشمة الطاولات والكراسي، نتزاحم ونتكاثف في الحجرات كعلب السردين ولن نضعف او نستكين. أبناؤكم في المدارس الخاصة، وكتبكم خاصة، سياراتكم مرسديس خاصة، مقرات سكناكم خاصة، بمسابح خاصة، وسنبني بجوارها الأكواخ وبيوت القصدير لنحرمكم طعم الانتصار.. سنعالج مرضانا ونداويها بالكي والإعشاب ونترك لكم أشباه المستشفيات التي عمها الخراب، لتربوا فيها الكلاب، سنحمل موتانا على الأكتاف وظهور البهائم ونشيعها قبل توديعها وغرسها في التراب، ونحن واثقون ان من رفاتها سيبعث من يغير الوسائل والأسباب. سنحرص على نيل الشواهد رغم كل الظروف، ونعمل على رص الصفوف، لكننا لن نرضى أن تدنس كرامتنا بالركل والرفس وصفع الكفوف. خرجنا في طنجة نشتكي من الغلاء، ومن جشع تجار الماء والكهرباء، فجابهتمونا بالصمت حينا وحينا وصفتمونا بالغباء، كذبتم شكوانا وحاولتم إطفاء شموعنا، لكن إرادتنا أقوى من جبروتكم، وانتزعنا النصر رغم أنوفكم . وخرجنا في فاس ومراكش وانزكان بوزراتنا البيضاء، ننشد العدل والقصاص ممن بكل برودة دم أصدر المرسومين المشؤومين يريد بهم الخلاص، وكان شعارنا السلم لنيل الحقوق، فنعتمونا بالجحود والعقوق، وأعددتم لنا جيشا مدججا بالهراوات ينشر الجريمة والفسوق. كسرتم من فرط حقدكم أضلع الحريم، وأرديتم أساتذة الغد مرضى منهم جريح وسقيم، فسقوا بدمائهم الطاهرة أرضا أنجبت بفضل المدرسين العلماء والمناضلين، رحم الله كل المعلمين من أمثال المختار السوسي وعلال الفاسي، و الخطابي ..... لم ترحموا شابا رفض ان يعيش ذليلا، ولا أنثى من شدة الهول والفاجعة تحول صوتها عويلا. تتنصلون من المسؤولية وتتسابقون للغنيمة، وكلما شاع خبر استهدافنا على كل المنابر العدوة والصديقة، سارعتم إلى تكذيب الخبر وإنكار الصور بل منكم من حاول إخفاء ما تتركه الجريمة من أاثر، وهل بالغربال تستطيعون حجب ضوء الشمس والقمر؟ سنعالج جروحنا، ونجبر كسورنا، ونجمع شعثنا ونخرج للنضال، فإن أقسمتم أن لا تراجع عن القرار، فإننا أقسمنا أن يستمر النضال إلى أن يتحقق المراد او نموت دونه، لأننا وبكل بساطة أجمعنا نحن الشباب، نسوة ورجال، لن نركع او ننحني لتقبيل النعال. أسأالك يا من يصدر الأوامر، هل فكرت يوما حين تهوي بعصاك الغليظة على الجماجم ولم تميز بين بني البشر والبهائم، أن أخاك أو أختك أو بنتك ستكون ضمن الخسائر، أم أن همجيتك وتعنتك أنستك ما تختزنه الضمائر؟ تعتقدون أنكم ستكممون الأفواه بتكسيركم للجباه، وبقر البطون وتشويه الأجساد، كلا أنتم واهمون، (وسيعلم الظالمون اي منقلب ينقلبون ). كبيركم نعت السوسي بالبخل رغم نبله وكرمه، وأثار نعرة القبلية المقيتة بين أبناء الوطن الموحد من شماله حتى جنوبه، فهل هذا هو حكيمكم الذي تعبدون وتقدسون وتستنيرون بأفكاره ؟ هل لا زلتم تثيقون بأقواله وأفعاله، لقد وعد وأخلف، ووعد وأخلف ،وأبدع في الكلام المجوف، حتى المتقاعدين المنهكين ما سلموا من شطحات هذا الرئيس المزيف، بربكم هل رأيتم لفريقهم مزية تذكر؟ ألم يخلطوا كل الأوراق، وتركوا الدموع على الاحداق، وأغلقوا جميع أبواب الأرزاق، واستبدلوها بكلمات كلها ترهيب وتغليط ونفاق، فحق لنا أن نقول لكل الإخوان والرفاق، وكل المحرومين والمشردين، والباعة المتجولين في الأسواق، وإلى كل الذين ينخدعون بالكلام المعسول في الأبواق، أنهم يقتربون منكم، ويحابونكم في المساجد، ويعرضون عليكم طعمهم المسموم فوق الموائد، فلا تقتربوا منهم وانبذوهم كما فعلوا بكم لما علوا الكراسي، أنتم من صنعهم وأنتم من عليه أن يصفعهم، فلا ترتجف أياديكم حين الصفع، ولا تبكي مآقيكم من هول الوقع، سيركعون تحت أقدامكم ليسرقوا صوتكم كما فعلوا من قبل، فلا تثقوا بهم وقولوا لهم بصوت عال: لا يلدغ الناخب من الصندوق مرتين .....