لا شك أن الجميع أصبح يتساءل عن السر في عدم إقبال سكان حي الخرب على صناديق الاقتراع إلا السلطات ومعها المجالس المنتخبة على ما يبدو وكان الأمر عادي جدا. لكن الحقيقة هو أن الأمر يتطلب من الجهات المعنية التدخل لمعرفة ما يجري في هذا الحي المهمش الذي فقد الثقة في كل شيء أمام الظلم الذي مورس على أبنائه والحرمان من حقوقهم البسيطة ،وفي المقدمة حقهم في السكن، حقهم في الإنارة العمومية ،والماء الشروب ،حقهم في طريق معبدة تليق بحي من أحياء المدينة،حقهم في قنطرة تفك عنهم العزلة أيام الأمطار، حقهم في حقيقة ما جرى وما يجري في الأراضي السلالية باعتبارهم أصحاب حقوق؟ حقهم في مداخيل الأراضي التي فوتت في ظروف لم يشركوا فيها ولم يعلموا تفويتها لا هم ولا سكان حي مغوغة الكبيرة. كلها أسئلة عريضة ينبغي أخدها بعين الاعتبار، إن سكان الحي فقدوا الثقة في المجالس المنتخبة وفي السلطات التي لا تزورهم إلا في المناسبات مما جعلهم يتراجعون عن المشاركة في الانتخابات التي يرون فيها سحابة صيف يمطر فيها أصحابها الكلام المعسول الذي لا يكون في حقيقة الآمر إلا خدعة لميل الناخبين ثم تنتهي بعد يوم الاقتراع فينتهي أسبوع العسل فتغيب الوجوه الفاسدة عفوا الفائزة ولأجل ذلك طلق السكان صناديق الاقتراع مباشرة بعد الاقتراع الخاص بدستور المملكة. إن ما نتمناه أن يكون هدا الطلاق رجعيا لا بائنا وان تستيقظ السلطات وتفتح أبوابها لأصحاب الحقوق وتقف بجانبهم وتعاين مظاهر الحرمان وما يشتكي منه السكان وان تفرج عن تصميم التهيئة وترخص للمواطنين بالبناء فلا يعقل أن يكون لمدشر نفس التصميم ويعطى لساكنته الحق في البناء كما هو الشأن في بني واسين، في حين يحرم حي الخرب الذي هو جار للحي المذكور. فمن المسؤول على هذه المهزلة؟ لقد سبق لوالي طنجة السابق أن زار هذا الحي ووقف على حقيقة ما يعانيه وانصرف في صمت دون أن يحرك ساكنا، إن رعايا صاحب الجلالة بهذا الحي مواطنون كسائر المواطنين ومن حقهم أن توفر لهم ظروف الاستقرار والعيش الكريم.؟ فمتى ستلتفت المقاطعة ومعها مجلس المدينة والمجلس الإقليمي وكدا مجلس الجهة لإعادة الاعتبار لهذا الحي؟ لقد التحق مبكرا بالمدار الحضري 2009 لكن هذا ليس مبررا لنزيد في تعميق معانات ساكنته، فليست المسؤولة عن إلحاق حي الخرب بالمدار الحضري. فهذا العقاب لا مبرر له، والكلام المعسول لا جدوى له بل المهم أن يكون لأصحاب الخطب القدرة على الفعل. فزمن الكذب قد انتهى وعلى الجميع أن يعلم أن حبل الكذب قصير سرعان ما ينكشف أمر الكذاب. فالمؤمن لا يلدغ من نفس الجحر مرتين، فاعتبروا يا أولي الألباب؟.