حذّرت نتائج دراسة عالمية جديدة من تزايد معدلات الإصابة بفقدان البصر الناتج عن مضاعفات مرض السكري. بحسب نتائج الدراسة ارتفع معدل الإصابة بالعمى الناتج عن السكري خلال ال 20 عاماً من 1990 إلى 2010 بمعدل 27 بالمائة في العقد الأول، ثم 64 بالمائة في العقد الثاني. وبينت الإحصاءات أنه من بين كل 52 حالة فقدان للبصر عام 2010 كان من بينها حالة بسبب مضاعفات السكري. أعد الدراسة مجموعة بحث دولية، ونُشرت نتائجها في دورية "السكري". وقد نبّهت النتائج إلى أن ارتفاع معدل الإصابة بالسكري عالمياً يعني زيادة الإصابة بمضاعفاته الصحية، ومنها اعتلال الشبكية السكري وفقدان البصر. وأظهرت النتائج أن اعتلال الشبكية السكري يعتبر من أكثر مضاعفات مرض السكري تأثيراً على البصر، وهو عامل رئيسي وراء الإصابة بالعمى. بحسب الدراسة، يحدث اعتلال الشبكية السكري نتيجة تمزق الأوعية الدموية الدقيقة، ونزيفها الداخلي، ويتسبب نمو أوعية دموية جديدة في الشبكية في مزيد من تدهور حالتها ويؤدي إلى فقدان القدرة على الرؤية. ويحدث تمزق الأوعية الدموية كأحد مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الناتج عن السكري، ومن أعراضه الحساسية للضوء نتيجة تضرر الأنسجة في خلفية عدسة العين. بخلاف ذلك لا توجد أعراض مبكرة أخرى لمشكلة اعتلال الشبكية السكري، لذلك ينبغي على مرضى السكري فحص عيونهم، وإبقاء نسبة السكر في الدم تحت السيطرة طوال الوقت. تفسيراً لظاهرة تزايد فقدان البصر بسبب السكري، اقترح الباحثون عامِلَين وراء الزيادة، هما: عدم السيطرة المستمر على مستوى السكر بالدم، وعدم توفر القدرة على فحص العيون، وينتشر هذان العاملان في مناطق عديدة من العالم. ويتوافق هذا التفسير مع ما بينته الإحصاءات، فقد أظهرت انتشار ظاهرة فقدان البصر بسبب السكري في جنوب آسيا، ومناطق إفريقيا جنوب الصحراء، وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وشرق آسيا، والمناطق المدارية من أمريكاالجنوبية. وتم تسجيل أعلى معدلات للإصابة بالعمى الناتج عن اعتلال الشبكية السكري بين من تزيد أعمارهم عن 50 عاماً في مناطق وسط وجنوبأمريكاالجنوبية، وجنوب الصحراء الإفريقية، ووسط إفريقيا. ورصدت الإحصاءات أيضاً انخفاض معدل الإصابة باعتلال الشبكية السكري قليلاً في الأعوام الأخيرة في شرق وغرب إفريقيا، وشرق وجنوب شرق آسيا.