ذكرت في مقال سابق لي أنه ليس ببعيد في إطار الاحتجاجات غير المعقلنة و غير المؤطرة والعشوائية وضمن مناخ الجرعات الزائدة من الحريات الفردية و الجماعية التي نطالب بها جميعا دون تدرج وتكوين نفسي إجتماعي،تربوي وحقوقي نتعلم منه ظبط معادلة الحق و الواجب ! قلت أنه ليس ببعيد توقع خروج العاهرات في إطار احتجاجات مطالبة بتقنين نشاطهن و الحصول على صفة "منشطة اجتماعية" والكل يعرف ماذا ستنشط و كيف ! و ليس ببعيد أيضا خروج المثليين و الشواذ مطالبين بالحصول على امتيازات وإدماج في إطار مقاربة جديدة بعيدة عن النوع الاجتماعي ! وأحيانا الله وعشنا مؤخرا مشهدا غريب يصب في خانة الأمراض التي تصيب المجتمع، عشنا مشهد أرباب مقاهي الشيشة بسلا ينظمون وقفة احتجاجية ترفع شعار "ماتقيش قهوتي" و لولا خوفهم من متابعة قضائية لكتبت عبارة " ماتقيش شيشتي" لأن القانون يعاقب على التعاطي لها داخل الفضاءات العمومية و المقاهي ... ما يمكن أن يفهم من تلك الوقفة، أنها وسيلة للمطالبة بحق انتزع وكان مكتسبا سابقا ! حق كرسته السلطات الوصية و أجهزة المراقبة من خلال غض الطرف عن تلك الفضاءات التي تعتبر بمثابة قنابل موقوتة ومتنفسات يقصدها المراهقين و المراهقات لقتل الوقت و ملأ فراغ قاتل أفرزته من جهة غياب مؤسسات الأسرة و من جهة أخرى منظومة تعليمية عقيمة سمحت لبعض تلك المقاهي بالتواجد أمام المؤسسات التعليمية ! يساهم أيضا عدم تحرك جمعيات المجتمع المدني و جمعيات الأحياء السكنية بالتصدي للظاهرة و القيام و متابعات قانونية وتنظيم وقفات احتجاجية تتمتع بكثير من الموضوعية ترفع من خلالها شعارات مضادة من قبيل " ماتخربش الحي ديالي" كما هو الحال في أحياء سكنية تظم شوارع تلقب اليوم بعواصم الشيشة بالبيضاء ! سيبقى المجتمع مكتوف الأيدي تجاه الظاهرة كما هي ظواهر أخرى، حتى نسمع في الأيام المقبلة تأسيس جمعية مغربية للشيشة و التنمية ! تطالب هي الاخرى بالدعم من طرف الدولة و لما لا التفكير في إنجار مشروع كبير تجتمع فيه كل مقاهي الشيشة إسمه " الشيشة مول" [email protected]