يشتغل المواطن المغربي باستماتة ليل نهار و هو يحلم و من حقه ان يحلم بحياة كريمة ، و بشغل محترم يضمن كرامته و ببيت صغير و بشقة متوسطة الحجم يعيش فيها هو و اسرته ، لكنه و لسوء حظه يذهب حلمه و يتبخر مع مرور الزمن مثلما تبخرت احلامه التي رافقته منذ صغره ، نظرا للضعف و عدم القدرة على الادخار في ظل غلاء المعيشة و انتشار البطالة و الفقر. لكن ما يثير في كل هذا هو حينما يصطدم هذا المواطن المغلوب على أمره بحقيقة ان بلده الذي يعيش في احضانه يقيم طبقية ممنهجة و تصنيفات لا معنى لها بين المواطنين ، بين من يعتبرهم خدام للدولة و بين اخرين غير مصنفين اصلا وهم طبعا الفئة الكادحة المقهورة الصامتة و المكتوية . . إننا نحتاج إلى مغرب يسع الجميع و يتعاون مع الجميع خاصة الفقراء و المحتاجين منهم ، الذين ضاقوا درعا من السياسات الحكومية الفاشلة ، لقد يئسنا من هذا التحقير و من منح الامتيازات لاناس لا يستحقون، الأولى أن نحارب الريع بكل أنواعه و نقطع بالتالي مع هذه الممارسات التي تضر بصمعة هذا البلد الذي يعاني من ما افسده المفسدين ، فكلنا مواطنين و خداما لهذا الوطن و من الواجب على الدولة ان لا تمارس التمييز و تمنح الامتيازات لمن هم ليسوا في حاجة اليها . هناك مواطنين يعانون في صمت بدون أن يجدوا آدانا صاغية او من يدافع عنهم ، خضوصا في ظل هذه الظرفية التي نجد فيها الاحزاب تخلت عن وظيفتها الاساس ، و انشغلت فقط بتصفية الحسابات الشخصية مع بعضها البعض ، و في كيل الاتهامات التي لا تنتهي و شيطنة بطريقة مرضية بطريقة مرضية. إننا نحتاج لمن يوقف هذا التفاوت الطبقي الممنهج و ينقل همنا و يخرجنا من عنق الزجاجة لا إلى من يبيع و يسوق الوهم و يرسم صورة وردية عن بلد مازال في بداية طريق الديمقراطية.