كل الأحزاب تقول بأنها جاءت لتحارب الفساد و المفسدين وواقع الحال يشهد على عكس ذلك ، ا ذ أن اغلب الأحزاب المغربية تعيش فسادا تنظيميا داخليا ، إلى حد الاقتيات من المفسدين و من أصحاب الشكارة الذين ظلوا و لازالوا يكرسون واقعا مزريا و فوضى عارمة تتعارض مع المبادئ الديمقراطية و تغيب بالتالي المصداقية و النزاهة و الشفافية في البيت الداخلي الحزبي ، و يصبح بهذا الحزب في قبضة كائنات انتخابية انتهازية تتحول مع مرور الزمن إلى رموز لا تناقش و لا تعارض و يبقى همها الوحيد هو خدمة مصالحها و أهدافها الخاصة و محاربة كل من سولت له نفسه أن يقود سفينة التغيير و التنظيم. لدى فالمطلوب من الأحزاب إن أرادت أن تلعب دورها و تساهم بشكل حقيقي في تعبئة المواطن و تأطيره و الدفاع عن حقوقه أن تعمل و بدون مزايدة على تحقيق التغيير الديمقراطي الشامل و أن تبحث عن الأدوات و الآليات التي ترسخ بها السلوك الديمقراطي داخليا و تحافظ عليه من داخل هياكلها أولا قبل أن تبحث عليه في موقع آخر. فلا يعقل أن يدافع الحزب في مشاريعه و خطاباته عن الديمقراطية و هو لا يترجمها داخليا ، و لا يؤمن بها و لا يساهم طيلة مسيرته في تكوين نخبة مؤهلة قادرة على تحمل مسؤولية تدبير الشأن العمومي بنزاهة و شفافية ، بل يكتفي كما جرت العادة دائما و بطريقة تسيء و تضر بالعملية الديمقراطية بتقديم مرشحين مشبوهين غير أكفاء يقودون اللوائح الانتخابية و يرهنون مستقبل البلاد و العباد .