خلف الكشف عن لائحة الدولة الموقعة على طلب تعليق عضوية الجمهورية العربية الصحراوية من هياكل الاتحاد الإفريقي صدمة لفئة كبيرة من المغاربة والذين لم يتقبلوا وقوف دول نعتبرها دائما صديقة وشقيقة مع ألد أعداء المغرب . فإذا كان رفض الجزائر للملتمس متوقعا وموضوعيا نظرا لتبنيها لأطروحة الانفصاليين قلبا وقالبا، إلا أن موقف مصر وتونس وموريتانيا كان بمثابة طعنة من الخلف لكل المغاربة. إلا أن تحليلا بسيطا للوضع السياسي الحالي بشمال إفريقيا يبطل العجب ويجعل موقف هذه الدول المفاجئ عاديا بل وكان علينا أن نتوقعه، فالعلاقات المغربية الموريتانية تمر من حالة جفاء منذ تولي الرئيس الحالي لمقاليد الحكم، والذي يتوهم أن المغرب عدو يحاول أن يزيحه من كرسي الحكم عبر الانقلابات العسكرية، مما جعله يهرب إلى حضن الجارة الجزائر. أما مصر والتي يحكمها جنرال وصل إلى الحكم على ظهر الدبابات، فقد تقاربت سياستها الخارجية مع نظيرتها الجزائر بسبب تولي العسكر في البلدين الحكم، مما يجعل نسبة التوافق بين البلدين كبيرة ، وبالتالي فإن اصطفاف المصريين إلى جانب البوليساريو مفهوما. وبالنسبة للشقيقة تونس، فيبدو أن عدم استقرارها الداخلي ووجود شريط حدودي طويل يجمعها بالجزائر قد جعلها على ما يبدو تختار العمل بالمثل القائل " اللهم السلامة ولا الندامة" ، لإن الإخوة التونسيون في غنى عن أي مشاكل قد يطرحها فتح النظام الجزائري المجال أمام المنظمات التي تنشط في الصحراء الكبرى والتي يحركها جنرالات الجزائر ب"الربموت كونترول" لتصول وتجول بالبلاد ، خاصة وأنها لازالت تعاني لتأمين حدودها الشرقية مع ليبيا. للإشارة فإن الدول التي وقعت على ملتمس طرد البوليساريو هي : الغابون، البنين، بوركينا فاسو، بوروندي، الرأس الأخضر، جزر القمر، الكونغو، كوت ديفوار، جيبوتي، اريتيريا، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، غينيا الاستوائية، ليبيريا، ليبيا، إفريقيا الوسطى، الكونغو، ساوطومي، السنغال، السيشل، سيراليون، الصومال، السودان، سوازيلاندا، الطوغو، زامبيا. وقد أصبح المغرب مطالبا باستمالة 8 دول أخرى لضمان تصويت ثلثي أعضاء المنظمة الإفريقية لطرد جبهة البوليساريو بشكل نهائي.