فاجأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العالم صباح اليوم بعدما تمكن من إحباط الانقلاب العسكري في بلاده مساء أمس الجمعة بمساعدة تطبيق فيس تايم لشركة آبل من خلال هاتفه المحمول، متحدياً شاشة التلفزيون الحكومي التي أقفلها الانقلابيون. وظهر أردوغان في اتصال عبر الإنترنت في قناة "سي إن إن تركيا" داعياً الاتراك الى رفض الانقلاب والتجمهر أمام المطار في العاصمة التركية والخروج إلى الشوارع في أنقرة واسطنبول. وتعتبر هذه خطوة غير مسبوقة من قبل رئيس دولة، أن يتوجه إلى شعبه في لحظة حرجة قد تغير مسار البلاد، وهي تثبت دور الإعلام الجديد في صناعة الحدث وليس فقط في نقله للعالم. ورغم أن أردوغان ظهر عبر شاشة هاتف ذكي لا يتعدى حجمه سنتيمترات قليلة، غير أنه تمكن خلال دقائق معدودة من تشجيع مؤيديه على النزول للشوارع والتصدي لوحدات من الجيش حاولت الانقلاب على نظام حكمه. وإذا كان يعرف عن أردوغان محاربته لوسائل التواصل الإجتماعي خلال السنوات الماضية، غير أنه استخدمها في لحظة حرجة لمخاطبة شعبه وإعادة استقرار بلاده. انتهى اليوم مشهد الانقلاب وأعيدت دفة القيادة إلى أردوغان، لكن لا شك أن هذه الحادثة تؤكد مرة جديدة أن التواصل الاجتماعي أضحى أداة أساسية في الحراك السياسي ونقل الأخبار في زمننا هذا.