انطلقت اليوم الأربعاء بمراكش أشغال المؤتمر الإفريقي الأول حول "الصيانة والحفاظ على الرصيد الطرقي والابتكار التقني"، الذي نظمه وزارة التجهيز والنقل واللوجيسيتك الى غاية 6 ماي الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر بالرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للمشاركين والتي أكد فيها جلالته أن القارة الإفريقية عرفت ، خلال العشرية الأخيرة، تطورا ملحوظا في مجال التجهيزات الأساسية، بفضل مؤهلاتها البشرية والطبيعية المتكاملة، بحيث أصبحت تسمى بقارة الفرص، وذلك لما تتيحه من إمكانات كبيرة للاستثمار. وأضاف جلالة الملك في هذه الرسالة التي تلاها السيد عبد اللطيف المنوني مستشار صاحب الجلالة "غير أن التحدي الذي يظل مطروحا أمام التنمية في إفريقيا، هو مواصلة تطوير شبكات طرقية جديدة، دون إغفال صيانة الشبكة الطرقية الموجودة، مشيرا الى أن وتيرة التنمية المسجلة في السنوات الأخيرة بقارتنا تزيد من ضرورة تحسين جودة خدمات الشبكة الطرقية، لمواكبة حاجيات حركية أزيد من مليار نسمة، من عدد سكان القارة، والذي يرتقب أن يتضاعف في أفق سنة 2050. ودعا جلالته للتفكير في اعتماد وسائل حديثة لتتبع الشبكة الطرقية ومنشآتها وصيانتها، وتوفير المعطيات الدقيقة الضرورية لأخذ القرارات المناسبة في الوقت الملائم، وابتكار حلول وتقنيات بديلة تأخذ بعين الاعتبار الجانب البيئي، خاصة في ما يتعلق بالتوجه نحو استعمال تقنيات جديدة نظيفة، أو أقل تلويثا. ويعرف هذا المؤتمر، المنظم بشراكة مع الجمعية المغربية الدائمة لمؤتمرات الطرق والجمعية الدولية للطرق، حضور عدد من أعضاء الحكومة إلى جانب شخصيات وازنة من حكومات أجنبية وخبراء وطنيين ودوليين من دول المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء والجهات المانحة ذات الصلة بقطاع الطرق. ويشكل المؤتمر فرصة لإجراء نقاشات مثمرة حول محاور متعددة تتعلق بالجوانب التقنية والتنظيمية لصيانة البنيات التحتية الطرقية، وأنظمة التدبير الطرقي، وأساليب التمويل، والحكامة، والابتكار التقني. كما سيتم خلال هذا الملتقى إيلاء أهمية كبيرة للتقنيات الهيدروكربونية، وتقنيات معالجة أرضيات الطرق، والصيانة الخاصة بالطرق غير المعبدة والمنشآت الفنية، وبيئة الطرق، إضافة إلى إعادة المعالجة وإعادة التدوير، وذلك بالنظر للسياق الحالي الذي يتسم بندرة الموارد التقليدية والحاجة إلى إعادة استخدام الموارد الموجودة بالطرق والحد من انبعاث الكربون الناتج عن بناء الطرق. وسيعرف المؤتمر تنظيم محاضرتين عامتين حول "تحديات صيانة الطرق في الجهة" و"نظم تدبير واستغلال البنيات التحتية الطرقية والمنشآت الفنية"، إضافة إلى ستة أوراش سيسيرها متدخلون وطنيون وأجانب، ومائدة مستديرة لتدارس الجوانب المالية والشراكة بين القطاعين العمومي والخاص.