قررت شركات صينية "شراء" المهندسين المبدعين وأصحاب براءات الاختراع وإغرائهم برواتب خيالية للعمل في الصين. وهذا ما حدث مع شركة "بي أم دبليو" الألمانية التي تخشى الآن أن تفقد كبار موظفيها ومهندسيها الذين لديهم معلومات مهمة عن صناعة وتطوير السيارات. وكانت الصين تروج بصورة رسمية وبالتعاون مع المؤسسات الألمانية لتوفير فرص عمل للكفاءات الألمانية في الصين. ولكن ذلك كان يتم على نطاق الشركات الصغيرة والمتوسطة. أما الجديد الآن فهو أن الصين بدأت تستهدف المدراء وكبار المهندسين في مختلف الشركات الألمانية. وترك عدة مدراء كبار في شركة "بي أم دبليو" الأربعاء (20 نيسان/ ابريل 2016) الشركة بعد أن حصلوا على فرصة عمل مغرية في شركة صينية منافسة. ومن ضمنهم هؤلاء ديرك أبيندروت مسؤول تطوير آلية توليد ونقل الحركة الأوتوماتيكية في فئة (إي)، وبينويت ياكوب مدير المصممين لفئة (إي)، بالإضافة إلى هيندريك فينديرس مدير الإنتاج لفئة (إي). وتوجه هؤلاء المدراء إلى شركة صينية جديدة مختصة بسيارات المستقبل. هؤلاء ليسوا أول من ترك بي إم دبليو، إذ سبقهم في شهر آذار/ مارس الماضي كارستين برايتفيلد المسؤول عن تصميم السيارة الرياضية (إي 8) التي تعمل بمحرك هايبريد وتوجه إلى الصين أيضا، حسب ما ذكرت مجلة "مانيجر ماغازين" الألمانية. ويعمل المدراء الألمان في نفس مناصبهم الوظيفية في الشركة الصينيةالجديدة.
عمل المدراء الألمان في الصين لا يقتصر على خبراء "بي أم دبليو"، كما ذكر موقع "فوكوس" الألماني، حيث غادر فولكر ستاينفاشر أيضا شركة فولكس فاغن إلى الصين بعد أن تقاعد من عمله في الشركة الألمانية. وكان ستاينفاشر قد أوضح أسباب خروجه من الشركة في لقاء مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية بعد إرساله إلى التقاعد بسن 63 عاما وقال: "في ذلك الوقت كان الطلب شديدا على مدراء شباب في الشركة. وأنا كنت ضحية تفكير الشباب في الشركات الألمانية". واستطاعت الشركة الصينية الناشئة حديثا "غوروس" التعاقد مع ستاينفاشر. وفي سنة 2009 منحته منصب نائب المدير العام وتحمل مسؤولية التخطيط الاستراتيجي للشركة. شركة فولكسفاغن من جانبها لم تقف مكتوفة الأيدي أمام سرقة مدرائها وخبراتها. حيث رفعت شركة أودي التابعة لفولكسفاغن دعوى قضائية ضد شركة غوروس الصينية، وذلك بسبب الحرف (Q) في اسم الشركة الصينية والذي تستخدمه أودي في سياراتها من فئة الدفع الرباعي. وبعد فشل الوسطات بين الشركتين قررت فولكسفاغن إيقاف الراتب التقاعدي لستاينفاشر والبالغ 9700 يورو. وفي هذه الأثناء توقف ستاينفاشر عن العمل مع شركة غوروس بعد فشل المشروع الذي كان يتولاه. إغراء الكفاءات الألمانية للعمل في الصين لا يقتصر على قطاع إنتاج السيارات. ففي سنة 2000 انتقل ميشائيل كونيش من مجلس إدارة شركة باير للصناعات الكيماوية والأدوية للعمل في الصين في قطاع اللدائن الصناعية. وبعد عدة انتقالات في الصين عاد إلى شركة باير في فرعها الصيني ليتولى منصبا في إدارة الشركة. ومن ثم بدأ مشروعه وشركته الخاصة في الصين في قطاع لدائن "بولي كاربون". وذكر موقع "فوكوس" الألماني أن الكثير من الخبرات الألمانية تتجه للصين بعد التقاعد. وخاصة أن الشركات الصينية تقدم لهم تسهيلات كثيرة وحياة فاخرة. وتقدم للكفاءات الألمانية الراغبة في العمل في الصين مثلا خدمة كاملة تشمل شقة كبيرة فاخرة وسائقا خاصا وراتبا شهريا خياليا.