استمرت تداعيات الفضيحة المتعلقة بسيارات فولكسفاغن المزودة بمحركات الديزل الخميس اذ دعا الاتحاد الاوروبي الدول الاعضاء الى اجراء "تحقيقات على المستوى الوطني" في هذه القضية بينما اعلن مصرف سويدي كبير مقاطعته لاسهم المجموعة الالمانية العملاقة. فقد طلبت المفوضية الاوروبية من الدول الاعضاء في الاتحاد اجراء "التحقيقات اللازمة على المستوى الوطني" بعد الكشف عن غش لفولكسفاغن في اختبارات مكافحة التلوث. وقالت في بيان انها "تدعو كل الدول الاعضاء الى اجراء التحقيقات اللازمة على المستوى الوطني وتقديم تقارير"، داعية الى "عدم التسامح مع الغش وتطبيق تشريعات الاتحاد الاوروبي بشكل صارم". وعلى الاثر اعلنت هيئة ترخيص السيارات البريطانية المنظمة للقطاع انها تتحقق من الامر مع شركات صناعة السيارات للتاكد من التزامها بالمعايير وانها ستجري في اطار ذلك فحوصات مخبرية عند الضرورة وتقارنها مع الانبعاثات التي تصدرها السيارات على الطريق. وشككت مجلة اوتوبيلد الاسبوعية التي تصدرها صحيفة بيلد في اداء شركة بي ام دبليو مؤكدة ان احد موديلات سياراتها يتجاوز الحدود الاوروبية لانبعاثات الغاز. وفي المانيا التي صدمها زلزال فولكسفاغن تحدث اي معلومات وان كانت ضئيلة مفعول القنبلة. فقد سارعت بي ام دبليو الى نفي اي تلاعب واكدت انها تحترم المعايير المطبقة "في كل الدول". لكن هذا لم يمنع سهم بي ام دبليو من مواصلة تراجعه في البورصة. فعند الساعة 12,00 بتوقيت غرينتش، خسر 6,42 بالمئة من قيمته وبلغ سعره 74,66 يورو. لكن سهم فولكسفاغن الذي خسر ثلث قيمته منذ مطلع الاسبوع — اي ان اكثر من عشرين مليار يورو من رأس المال في البورصة تبخرت — كان اداؤه افضل وتقدم 2,42 بالمئة ليصل الى 114,20 يورو. الا انه تراجع عن قمم الصباح بعد اعلان اكبر مصرف في شمال اوروبا نورديا وقف تعامله باسهم المجموعة. وقال رئيس ادارة الاستثمارات المسؤولة في المصرف ساسيا بيسليك لوكالة فرانس برس ان "هذا العمل او عدم التحرك من قبل الادارة فضيحة". وقد منع مدراء صناديق المجموعة من شراء اسهم او سندات صادرة عن فولكسفاغن لمدة ستة اشهر. ومع ذلك تأمل فولكسفاغن في بدء مرحلة جديدة مع استقالة رئيس مجلس ادارتها مارتن فينتركورن. وقد اكد انه لم يكن يعرف شيئا عن البرنامج المعلوماتي الذي زودت به 11 مليون سيارة في العالم ويساعد في تزوير نتائج اختبارات مكافحة التلوث. وفي الوقت نفسه، اعلن وزير النقل الالماني انه تبين ان التلاعب يطال ايضا سيارات تم تسويقها في اوروبا. وبعد فينتركورن، يبدو ان مسؤولين آخرين سيسقطون كما اكد عضو مجلس المراقبة اولاف ليس. وذكرت مجلة دير شبيغل على موقعها الالكتروني اسماء مسؤول في اودي احد الفروع ال12 لفولكسفاغن ورئيس التنمية في فولكسفاغن نفسها وعضو في ادارة بورشي المتفرعة عن فولكسفاغن ايضا. وردا على اسئلة وكالة فرانس برس لم تدل فولكسفاغن باي تعليق على هذه المعلومات. وقال ليس ان مجلس المراقبة سيعين الجمعة رئيسا جديدا للمجموعة وسيناقش "كل بنية فولكسفاغن". ومن المرشحين لهذا المنصب رئيس السيارات الرياضية ماتياس مولر (62 عاما) ويبدو انه الاوفر حظا، الى جانب هيربرت ديس القادم من بي ام دبليو وعين على رأس سيارات فولكسفاغن نظرا لنجاحه في خفض النفقات، ورئيس اودي روبرت شتادلر. وسيكون على الرئيس الجديد للمجموعة اذارة العواقب التجارية والقضائية لهذه القضية. وفي الولاياتالمتحدة حيث بدأت الفضيحة الاسبوع الماضي، رفعت خلال ايام دعاوى جماعية ضد المجموعة، بينما تحدثت الصحف الاسبانية عن 500 الف سيارة سيات مزودة بمحركات مغشوشة. والى جانب ادارة الازمة، سيكون على الرئيس الجديد لفولكسفاغن مراجعة استرتيجية مجموعة عملاقة باعت عشرة ملايين سيارة في 2014 ويبلغ رقم اعمالها 202 مليار يورو وتوظف 590 الف شخص، لكنها تدار بشكل مركزي حتى الآن. وفي الصين رأس حربة نمو المجموعة، تراجعت مبيعات فولكسفاغن بنسبة 5,9 بالمئة منذ بداية العام، بينما لم تحقق المجموعة طموحاتها فعليا في الولاياتالمتحدة. كل هذا الى جانب غياب السياراة ذات الكلفة الرخيصة في المجموعة والتأخر في انتاج السيارات الكهربائية. وكان فينتركورن الذي يواجه انتقادات حادة وسيحصل على مبلغ قد يصل الى ستين مليون يورو بين التقاعد وتعويضات الاستقالة، ينوي اعادة تنظيم المجموعة لجعل القرارات غير مركزية. وباتت هذه المهمة تقع على عاتق شخص آخر. وتشعر المانيا بالقلق على سمعتها. وقال فولكر كاودر النائب المحافظ القريب من المستشارة انغيلا ميركل "اخشى ان يكون كل قطاع السيارات تضرر". وفي ايطاليا، اشار رئيس اونيكريديت جوزيبي فيتا الخبير في الشؤون الالمانية "ضرر رهيب لحق بسمعة قطاع السيارات ويمكن ان يمتد الى كل قطاع الصناعة" في اول اقتصاد اوروبي.