تستعد مدينة خريبكة، والنواحي لاحتضان كرنفال سينمائي جديد، يربط العهد السينمائي الأفريقي، وللمرة ال 15، في صورة إبداعية راقية بالجذور الإفريقية الأصيلة، مما يمنح الجمهور الخريبكي خاصة، والمغربي عامة، فيضا من السحر السينمائي الممزوج بسحر السفانا، وأريج إبداع سينمائي من الماء إلى الماء. الأمر هنا يتعلق بالدورة ال 15 من مهرجان السينما الإفريقية، الذي تقرر تنظيمه من 30 يونيو إلى السابع من شهر يوليوز المقبلين، وذلك بمشاركة 12 فيلما يمثلون مختلف الدول الإفريقية.مهرجان دأب منذ ما بعد منتصف السبعينات من القرن الماضي، على تقديم الفرجة المبتغاة للجمهور، بحثا عن الق إبداعي وسينمائي يميز مدينة خريبكة والمغرب على حد سواء، عن باقي المهرجانات السينمائية على الصعيد الإفريقي والعربي والدولي. وتشتغل اللجنة التنظيمية مشكورة على مدار السنة، على قدم وساق من أجل تقديم كل دورة على حدة، بكثير من التميز، وفيض من الجدية والمسؤولية، حتى تكون هذه التظاهرة الثقافية والفنية الكبرى من أحسن التظاهرات على الصعيد الإقليمي والجهوي والوطني والإفريقي، وهو ما يتأتى لها من خلال باكورة من الأنشطة المتنوعة والمتميزة، التي يجد فيها الجمهور انتعاشة خاصة وفرجة رقيقة. ولعل اللجنة التنظيمية التي يقودها المندوب العام لمؤسسة المهرجان السيد الحسين أندوفي، تدقق جيدا، وبمهنية عالية، في اختيار لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي سيكون لها وزن عالمي رفيع، وذلك بهدف اختيار الأجود، والأحسن، للفوز بجوائز المهرجان، التي تغري بالمشاركة، كما ستعمل على تسطير برنامج خصب يراعي مختلف الأذواق والاختيارات والطموحات، وسيكون متضمنا العديد من الفقرات المهمة، منها تكريم عدد من الوجوه السينمائية، وعقد ندوة دولية حول السينما، فضلا عن توقيع عدد من الإصدارات السينمائية الجديدة. وما يميز الدورة حسب شهادة الجميع، ممن شاركوا في الدورات الأخيرة للمهرجان، هو حرص المهرجان على تواصل فعال ومقنع مع الجمهور والضيوف ، وفتح المجال أمام الطاقات الإعلامية المحلية للابتكار والإبداع، وذلك من خلال إصدار نشرة يومية للمهرجان، وهي المبادرة الحميدة التي تنضاف إلى العديد من المبادرات الجميلة التي أبدعتها مؤسسة المهرجان، مما يعطي لكل دورة صورة لائقة بها تميزها عن سابقتها. المأمول، أن تحقق الرهانات الكبرى من خلال الدورة 15 من المهرجان، وان يلتف الجميع حول هذا المشروع الثقافي والفني الذي يميز بلادنا على مستوى القارة الإفريقية، ويرصع جيد المدينة الفوسفاطية بالتميز، حتى يبقى المهرجان، مشاهد سينمائية ممتعة مشوقة، لإبداع إفريقي رقيق، تنوافق فيه قيم المحبة والسلام والتواصل الكوني ومبادئ التسامح العالمي، بحثا عن مرامي التنمية في أبهى تجلياتها.