تستضيف مدينة خريبكة من 16 الى 23 من الشهر الجاري، فعاليات الدورة 14 لمهرجان السينما الإفريقية، وذلك بمشاركة 9 دول التي ستقدم 13 فيلما ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، من بينها المغرب الذي سيشارك بفيلمين متميزين. وهما "مجيد" و "لا سانكيام كورد" لمخرجيه نسيم عباسي سلمى بركاش. وفضلا عن عرض الأفلام في إطار المسابقة الرسمية، يشتمل برنامج الدورة على سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية منها ندوة فكرية حول المركز السينمائي الإفريقي والمجال السمعي البصري بداكار، وخمس ورشات فنية، وعرض لبانوراما من الأفلام خارج المسابقة الرسمية. وستتميز الدورة، بتكريم كلا من المبدعين السينمائيين المغربي حكيم النوري والبوركينابي إدريس ويدراوكو، و كذا بتوقيع عدد من الإصدارات ذات الصلة بمجال الفن السابع. وفيما يخص المسابقة الرسمية، التي تشرف عليها لجنة للتحكيم يرأسها السينمائي المغربي مصطفى المسناوي، فإنه من المرتقب أن تتبارى الأفلام المتنافسة (إنتاج 2010 -2011) حول ثماني جوائز. في هذا الحوار نستضيف مدير المهرجان الحسين اندوفي الذي سيسلط الضوء على عدد من المحطات المضيئة في هذه الدورة، التي اعتبرها دورة التميز والنضج، وذلك بالنظر إلى قيمة المشاركة الدولية، والأنشطة الخصبة التي تم تسطيرها بالمناسبة...
س كيف تقدم لنا الدورة الجديدة من مهرجان السينما الافريقية، جديدها ومميزاتها؟. ج إن الدورة الجديدة، من مهرجان السينما الافريقية، ستعتبر من الدورات الناحجة وذلك بالنظر الى الامكانيات المرصودة لها، فضلا عن الطاقات البشرية والكفاءات التي ستعمل بجد واجتهاد، بهدف جعل الدورة، دورة التميز، والنضج ان صح هذا التعبير. كما اشير الى ان قيمة المهرجان والدورة، التي تقام هذه السنة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد االسادس نصره الله، تتجلى ايضا من خلال فيض الافلام المعروضة، والشخصيات التي ستكرم، وما الى ذلك من انشطة خصبة اخرى. ان فعاليات الدورة التي ستشهد بالمناسبة عرض العديد من الافلام الجديدة الجيدة، وذلك ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، فضلا عن انشطة موازية مكثفة، ومنها تنظيم ندوات، وعقد شراكة مع احدى الجمعيات الفاعلة، والتي تهتم بالشؤون الاجتماعية والاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما ستعمل الدورة على الانفتاح على العديد من الفضاءات الثقافية والاجتماعية، كالخزانة الوسائطية بحي القدس، وتنظيم انشطة بالسجن المحلي بخريبكة، وكذا بسجن مدينة وادي زم. كما ان الدورة عملت على خلق مبادرة مهمة اسمها" مائة بالمائة شباب"، وهي مبادرة مهمة لاعطاء الكلمة للشباب للتعبير عن طموحه وهمومه وانشغالاته، انطلاقا من مهرجان السينما، كمهرجان للامل والحياة والمتعة البصرية المشهاة، الغاية من هذه المابدرة، هو تطوير برامج المهرجان وانشطته والانفتاح على الطاقات الواعدة، واشراك الشباب في فعاليات الدورة، مع خلق روافد مهمة لضمان استمرار المهرجان، بايقاعات جميلة، ومشاهد فنية وابداعية ساحرة، يرضى عنها الجمهور. س وما حظ العديد من القرى والبوادي القريبة، من المدينة من فعاليات هذا المهرجان؟. ج اعتقد ان العديد من تلك المناطق، تستحق اكثر من اهتمام ورعاية، من الناحية الثقافية والفنية، حتى تستفيد من أنشطة كل المهرجانات الثقافية والفنية التي تستضيفها المدينة من حين لحين، وعلى مدار السنة، وليس في كل مناسبة ثقافية، وأعتقد ان مهرجان السينما الافريقية لهذا العام وضع في الحسبان الاهتمام بهذا الموضوع، وذلك من خلال تنظيم قوافل سينمائية لتقريب الفرجة السينمائية الى الجمهور. س وما القيمة المضافة التي يحققها المهرجان للمدينة، علما ان هذه الاخيرة، تعرف تنظيم عدة مهرجانات ثقافية وفنية؟. ج لكل مهرجان خصوصيته، ومميزاته، ومدينة خريبكة، باعتبارها مدينة اقتصادية بالدرجة الاولى، الا انها انفتحت على تكريم العمل الثقافي والفني والابداعي، وهو ما مكنها من استضافة العديد المهرجانات، منها مهرجان عبيدات الرما، والمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، ومهرجان الفيلم التربوي، ومهرجان سينمائي قريبا سيولد بمدينة ابي الجعد، ثم مهرجان السينما الافريقية الذي يعد من اقدم المهرجانات في الاقليم، عموما ان القيمة المضافة لهذا المهرجان، هو تحقيق مزيد من الاشعاع الثقافي والفني للمدينة، وذلك بالنظر الى البلدان الافريقية المشاركة، اضافة الى تحقيق عدد من الرهانات التنموية المهمة. س وهل تحققت بعض تلك الرهانات؟. ج على ذكر الرهانات التنموية للمهرجان، اعتقد ان مهرجان السينما الافريقية الذي له جمعية وتحول الى مؤسسة، تضم عددا الشركاء الحقيقيين، من ابرزهم المركز السينمائي المغربي، ومن أجل ضمان استمرار هذا المهرجان، حقق عددا من الرهانات، وارى ان تواصل المهرجان، كل سنة وبموارد مالية معقولة، فيه جزء كبير من ترسيخ لقيم التنمية الثقافية، كما انه يجب التذكير ان المهرجان، ساهم بشكل كبير في بناء المركب الثقافي بالمدينة، هذا بالاضافة الى خلق دينامينة حقيقية على مستوى السياحة الداخلية، والنقل والتجارة خلال فترة المهرجان. عموما ان المهرجان، الذي يطمح الى الحضور القوي في المشروع الكبير للمجمع الاخضر للمكتب الشريف للفوسفاط، يلعب دورا كبيرا في تكريس قيم التنمية المحلية على شتى الواجهات، الى جانب عدد من المؤسسات والقطاعات الاخرى، فكل يساهم حسب قدره ونوعية تدخله، من اجل تحقيق مرامي التنمية المستدامة في المدينة، والاقليم. س هل انتم مرتاحون من الناحية المالية المخصصة للمهرجان، وما قيمتها؟. ج مؤسسة المهرجان ترصد ميزانية خاصة لكل دورة، واعتقد ان مهرجان السينما الافريقية، حينما تحول الى مؤسسة بكل المواصفات، اصبح قائم الذات، ويمكن ان نقول انه لم يعد لديه يعض المشاكل في هذا السياق، عملية التمويل، التي يساهم فيها المكتب الشريف للفوسفاط بمليون درهم، فضلا مساهمات المركز السينمائي المهمة، والمجالس المنتخبة والجهة والعديد من المؤسسات الخاصة، مرجان، الذي يساهم هو الاخر بملغ مهم هذا السنة، واعتقد ان الدورة ستكون ناجحة ، وذلك بالنظر الى قيمة مساهمة كل جهة على حدة، ونهحن ممتنون للجميع على دعمهم المتواصل خدمة للثقافة. س في خدم الثورات التي شهدتها عددا من البلدان العربية، كيق تستطيع السينما، ان تؤثر في صناعة الاصلاح والتغيير؟. ج السينما شكل من الاشكال الابداعية الجميلة، كالمسرح والفنون التشكيلية والرواية وغيرها، واعتقد ان السينما العربية والافريقية خصوصا، لعبت دورا مهما في الاصلاح المجتمعي خلال مسيرتها وتاريخيها النضالي بالصورة، وفي تحرير الشعوب، من خلال معالجة الكثير من القضايا المجتمعية والسياسية، واذا رجعنا الى السينما المصرية او المغربية، فنرى ان الكثير من المخرجين، ركزوا على تيمات ومواضيع مهمة، بحثا عن معالجة قضايا في المجتمع، ومن خلالها بعث رسالة سياسية الى الراي العالم والمسؤولين، وعليه يمكن التاكيد ان السينما، تحمل رسالة نبيلة، للانسانية، رسالة فيها الكثير من التوجيه والنقد بوسائل فنية جميلة، وفيها ايضا طرح الحلول الممكنة. لتبقى السينما فنا رائعا وهو تعبير عن المجتمع، بحثا عن الجمال ومكامن السحر، والفرجة. كما نلفت الانتباه، في هذا الجانب الى ان الاندية السينمائية المغربية، والنادي السينمائي بخريبكة، داخل نقاشاتهم واللقاءات التي كانت وما تزال تنظمها، دائما تطرح قضايا تهم المستقبل، وكل ما يخدم قضايا التنمية في ابهى تجلياتها. س كيف ستتجاوزون هفوات الدورة السابقة، وما الذي يميز افلام الدورة الجديدة؟ ج لا اعتقد ان هناك هفوات، وأقول في هذا الاطار ان المهرجان لا يحتاج الى اية حبة اسبرين، فلديه ما يكفي من المناعة، وذلك من خلال ما راكمه من ايجابيات ومكتسبات ونحن نفتخر بذلك، وهي نادرة جدا، اننا نتقبل كل نقد موضوعي من اجل نتقوى، صحيح تحصل بعض الاشياء التي تهم الجانب التنظيمي بحكم ان المدينة لا تتوفر على فنادق كثيرة مثلا، ومن هنا بات من الضروري ايجاد بنيات تحتية مهمة تستوعب ضيوف المهرجانات الكبرى، من مثل مهرجان السينما الافريقية، وغيره، اننا حسب الامكانيات نحاول ان نوفر للجميع الظروف الملائمة للعمل والمشاركة. بالنسبة للافلام، فقد برمجنا الجيدة والجديدة، واعتقد ان المتالق هو الذي سيفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان وقيمتها سبعة الاف دولار، وافتح قوسا هنا لأؤكد ان السينما المغربية، اصبحت تتوفر على فيض من الافلام الجديدة خلال السنة، مما يؤشر على مستقبل جاد ومهم من ناحية الانتاج. س وماذا عن تكريمات هذه السنة، ونشرة المهرجان؟. ج بالفعل ستكرم الدورة، المخرج البوركينابي ادريس اودراوغو الذي زار خريبكة العديد من المرات، فضلا عن المخرج المغربي حكيم النوري، حيث سيتم عرض بعض افلامهما، واعتقد انها من اقوى لحظات الدورة، لتتويج والاحتفاء باسماء صنعت الفرجة السينمائية للجمهور على الصعيد الافريقي، فضلا عن تألقها في العديد من المهرجانات الدولية والعربية. اما بالنسبة لنشرة المهرجان، فاعتقد انها مبادرة جميلة جدا، وانا بالمناسبة، اشيد بفريق عمل النشرة للعام السابق، الذي اشاد لها الجميع بجهودها، كما انه لدينا خلال الدورة الحالية تصورين اثنين لهذه للنشرة التي تعد الوثيقة الاعلامية المهمة التي تنقل حراك وانشطة المهرجان كل صباح، ونحن فخورون بهذا العمل، الذي نعمل على تطويره، وإشارك كل الطاقات فيه، حتى يكون الصفحة السينمائية والاعلامية المشرقة على شاشة المهرجان كل صباح. في الاخير، نؤكد ان الدورة التي تقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ستكون حافزا مهما للعطاء والنماء، ومنح المهرجان صورة اخرى من صور الإبداع الخريبكي، وجعل السينما محطة راقية، يجيد فيها المتلقي والجمهور، وبخاصة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، كل تمظهرات ومعاني الفن الرفيع، والأبداع المتجدد، والفرجة البهية، التي تكرم القارة الافريقية، بسينماها وسينمائييها ومبدعيها تكريما يليق بانتاجاتهم وعطاءاتهم الجميلة، وتاريخ السينما الافريقية الرائدة.