اختتمت، اليوم الجمعة بالسعيدية، فعاليات النسخة الثالثة للمؤتمر الدولي حول الاحتراق والتلوث الجوي (كومبولا 2016)، الذي توخى تبادل المعلومات والأفكار وآخر الابتكارات من أجل الحد من التلوث البيئي. وشارك في هذا المؤتمر، الذي نظمته جامعة محمد الأول بوجدة ومختبر "إيكار بأورليونس" بتعاون مع جامعات أورليونس وليل وليون الفرنسية، أزيد من 100 باحث وصناعي دولي في المجال البيئي. وتندرج هذه التظاهرة البيئية الدولية في إطار التحضير لمؤتمر (كوب 22) الذي ستحتضنه مراكش في نونبر المقبل. وأتاحت هذه التظاهرة الفرصة للطلبة الباحثين المغاربة للاستفادة من الباحثين العالميين في المجال البيئي ومد جسور التواصل والتعاون بينهم في المستقبل. وقال الأستاذ الجامعي البلجيكي فرانشيسكو كانتينو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه بصرف النظر عن كون التلوث ظاهرة عالمية، تظل هذه الظاهرة محلية أيضا، إذ تختلف الإشكالات التي يطرحها التلوث بين منطقة وأخرى. وأضاف أن مثيلات هذه الندوات تمكن من التدقيق في الروابط بين التلوث والاحتراق، معتبرا أن التلوث الناجم عن وسائل النقل، على سبيل المثال، لا ينبغي قياسه في المختبرات، لأن نتائج المختبرات تختلف عن النتائج التي يتم الحصول عليها من وسائل النقل على الطرقات، وذلك بحسب الدراسات التي تم إنجازها في هذا الصدد. وأوضح أن المعطيات التي يتم الحصول عليها بشأن التلوث الناجم عن وسائل النقل تتم معالجتها بعناية حتى تكون النتائج حقيقية بشأن الانبعاثات من السيارات والدراجات النارية وغيرها. من جانبه، أشار الأستاذ الجامعي المغربي محمد الحموتي، في تصريح مماثل، إلى أن النسخة الثالثة للمؤتمر الدولي حول الاحتراق والتلوث الجوي بالسعيدية تعد لقاء تشخيصيا لما يشهده الكوكب في السنوات الأخيرة، لا سيما في ما يتصل بارتفاع درجة الحرارة وتزايد النفايات السامة والمؤثرة على المناخ. وتوقف عند مخاطر الاحتراق على الغلاف الجوي، لا سيما بما يفضي إليه من احتباس حراري، مشيرا إلى أن المواد السامة والملوثة الناجمة عن الاحتراق تسبب العديد من الأمراض وتؤثر بشكل سلبي على التوازن البيئي. وتوخت هذه التظاهرة البيئية الدولية الإسهام في إغناء النقاش الرامي إلى البحث عن الحلول الملائمة للإشكاليات المرتبطة بالبيئة واقتراح الآليات الكفيلة بالحد من تدهور البيئة وانبعاث الغازات الملوثة والبدائل الممكنة لإرساء تنمية مستدامة وإدماج احترام البيئة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتداول المشاركون في هذا المؤتمر بشأن مواضيع مرتبطة بالتغيرات المناخية وتلوث الهواء وتدبير النفايات الناجمة عن الملوثات العضوية والتلوث الناجم عن وسائل النقل الطرقي، فضلا عن استعراض تجارب دولية في مجال حماية البيئة. وكانت النسخة الأولى للمؤتمر الدولي حول الاحتراق والتلوث الجوي قد عقدت بأكادير سنة 2011 حول "الملوثات العضوية في الجو"، فيما عقدت الدورة الثانية بطنجة سنة 2014 حول "الطاقات والتلوث". يشار إلى أن الدراسات والأبحاث في مجال الاحتراق تبحث في سبل الاستجابة للحاجيات المتزايدة إلى الطاقة، وتساعد على بلورة أساليب جديدة للاحتراق، وتطوير أنواع جديدة من الوقود، كما تتيح إمكانية فهم طريقة تكون الملوثات والعمل على الحد منها.