انطلقت، اليوم الأربعاء بمدينة السعيدية، فعاليات النسخة الثالثة للمؤتمر الدولي حول الاحتراق والتلوث الجوي (كومبولا 2016)، بمشاركة أزيد من 100 باحث وصناعي دولي في المجال البيئي. ويهدف المؤتمر، الذي تنظمه جامعة محمد الأول بوجدة ومختبر "إيكار بأورليونس" بتعاون مع جامعات أورليونس وليل وليون الفرنسية، إلى تبادل المعلومات والأفكار وآخر الابتكارات من أجل الحد من التلوث البيئي. ويندرج هذا المؤتمر، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 15 أبريل الجاري، في إطار التحضير لمؤتمر (كوب 22) الذي ستحتضنه مراكش في نونبر المقبل. وتتيح هذه التظاهرة البيئية العالمية الفرصة للطلبة الباحثين المغاربة للاستفادة من الباحثين العالميين في المجال البيئي ومد جسور التواصل والتعاون في المستقبل. واعتبر عامل إقليمبركان السيد عبد الحق حوضي، في كلمة بالمناسبة، أن اختيار مدينة السعيدية لاحتضان هذا المؤتمر الدولي من شأنه أن يساهم في تحقيق إشعاع الجوهرة الزرقاء على الصعيدين الوطني والدولي بوصفها منطقة سياحية متميزة. وأضاف أن هذا اللقاء يتوخى الإسهام في إغناء النقاش الرامي إلى البحث عن الحلول الملائمة للإشكاليات المرتبطة بالبيئة واقتراح الآليات الكفيلة بالحد من تدهور البيئة وانبعاث الغازات الملوثة والبدائل الممكنة لإرساء تنمية مستدامة وإدماج احترام البيئة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وبعد أن استعرض إنجازات المغرب اللافتة في المجال البيئي، أكد السيد حوضي أن عمالة بركان منخرطة بفعالية في تنفيذ السياسة الوطنية في هذا المجال ولا تدخر جهدا في حماية البيئة وتحسين ظروف عيش الساكنة. وقال إن ثمة سعيا حثيثا إلى أن يصبح إقليمبركان "إقليما إيكولوجيا أخضر"، وذلك بالنظر إلى المؤهلات الطبيعية التي يتوفر عليها والتي تجمع بين الشاطئ والوادي والغابات والجبال والمغارات والكهوف والمناطق ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية والمواقع المصنفة مآثر تاريخية. ولفت عامل إقليمبركان، في هذا الصدد، إلى أن الجهود المبذولة من طرف كل المتدخلين مكنت من إطلاق وتنفيذ مشاريع هامة، من قبيل إحداث مجموعة جماعات مكونة من كل الجماعات الترابية التابعة للإقليم (16 جماعة) وذلك لتدبير قطاع النفايات المنزلية، وإنجاز محطات معالجة لتحسين جودة المياه المستعملة على صعيد بركان الكبير المكون من جماعات بركان وسيدي سليمان شراعة وزكزل وتافوغالت والسعيدية، ومشروع التدبير المندمج للمناطق الساحلية الذي يهم الفترة الممتدة بين2012 و2017 والذي يمثل استمرارا لبرامج أخرى مماثلة. من جهته، أعرب رئيس جامعة محمد الأول بوجدة السيد محمد بنقدور عن أمله في أن يقدم هذا اللقاء "الإضافة المرجوة" في تدبير مشكلات الاحتراق والتلوث الجوي، اعتبارا للأهمية القصوى التي أضحت تحتلها البيئة في مشاريع التنمية المستدامة.