ناقش مشاركون في لقاء نظم، مؤخرا، بالقنيطرة المعيقات والتحديات التي يواجهها قطاع تربية النحل بجهة الرباط - سلا - القنيطرة، والإمكانات التي توفرها الجهة لهذا القطاع الذي ينتج سنويا ما يناهز 2250 طن من العسل، أي ما يمثل حوالي 50 بالمائة من الإنتاج الوطني. وأكد المشاركون خلال هذا اللقاء الذي نظمته الجمعية الجهوية للنحالين بالغرب والفدرالية البيمهنية المغربية لتربية النحل، بتعاون مع المديرية الجهوية للفلاحة، حول موضوع "واقع وآفاق قطاع تربية النحل بالجهة"، والذي يندرج في إطار الجهود الرامية إلى تنمية قطاع تربية النحل بالجهة، التراجع الملموس في إنتاج العسل (ناقص كلغ من العسل للخلية)، وذلك نتيجة الأصناف الجديدة لأشجار الأوكاليبتوس التي يتم غرسها لتجديد الغابة وضعف استعمال التقنيات العصرية لتربية النحل ومعالجة مرض (الفارواز). واعتبر المشاركون أن تعدد التنظيمات المهنية بالجهة (380 تعاونية ، و16 جمعية واتحاد)، وغياب تنظيم جهوي موحد من شأنه أن يلعب دور المحاور الوحيد مع المديرية الجهوية للفلاحة لجهة الرباطسلاالقنيطرة، يشكل صعوبة في وضع برنامج تنموي للقطاع بالجهة. ودعوا إلى مواصلة غرس أشجار الأوكالبتوس والزيادة في مساحتها وحسن انتشارها لتلبية حاجيات الكم الهائل للخلايا بالجهة والقادمة من مناطق أخرى، مع إعطاء الأولوية للبحث في إشكالية ضعف إنتاج العسل بغابات الأوكاليبتوس المتواجدة بالجهة في إطار الشق المتعلق بالبحث والتنمية للعقد البرنامج بين الفيدرالية البيمهنية لتربية النحل والدولة. وشددوا على ضرورة رفع دعم سقف وحدات التثمين والمعدات اللازمة لإنشاء المعسلات، وتشجيع مشاريع التجميع في قطاع تربية النحل وإخضاع العسل المستورد للقانون 28 07 ، وحماية المنتوج المحلي من المنافسة غير المتكافئة، إلى جانب ضمان تزويد السوق بالمواد البيطرية اللازمة لمحاربة الأمراض وبأثمنة مدعمة من طرف الدولة مع تنظيم حملات موسمية على غرار باقي سلاسل الإنتاج الحيواني. كما طالبوا بإيجاد حلول تطبيقية لاعتماد وحدات التثمين من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، حتى يتسنى لمربي النحل تطبيق مقتضيات قانون المراقبة الصحية لمادة العسل (القانون 28 07) ، وتوسيع تمثيلية الفدرالية البيمهنية المغربية لمربي النحل بالجهة لتشمل التنظيمات المهنية المتواجدة بها، من أجل خلق تنظيم موحد للنهوض بالقطاع، بالإضافة إلى استغلال المؤسسات التعليمية الفلاحية بالجهة لتكثيف عمليات تكوين مربي النحل وتعليمهم الممارسات الجيدة. يذكر أن الغابة تشكل المصدر الرئيسي لإنتاج العسل بجهة الرباط - سلا - القنيطرة ، حيث تبلغ المساحة المتواجدة 446 ألف و200 هكتار، وتبلغ حصة غابات شجر الأوكاليبتوس منها (118 ألف هكتار)، أي حوالي 26 بالمائة من المساحة الغابوية. وشارك في هذا اللقاء ممثلون عن وزارة الفلاحة والصيد البحري والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، ومهنيو قطاع تربية النحل بالجهة.