لقيت الاتهامات التي أطلقتها البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية خديجة أبلاضي للأساتذة المتدربين بخوض معركة سياسية بالوكالة ضد حكومة بنكيران، - لقيت - استهجانا واستنكارا كبيرين لديهم واصفين مثل هذه الاتهامات بالشكوك المرضية التي سبق لعدة محسوبين على الحزب الذي يرأس الحكومة أن عبروا عنها في عدة مناسبات من أجل تبرير تهرب الحكومة من مسؤولياتها في حل القضايا الاجتماعية والقطاعية الوطنية، معتبرين أنها تُحمل الأساتذة ما لا طاقة لهم به و تعطي مسوغا للحكومة للاستمرار في إطالة عمر الأزمة التي دخلت شهرها الخامس دون حل يعيد لهم حقوقهم المسلوبة وينهي معاناتهم و يعيدهم للتكوين. وردا على هذه الاتهامات التي أطلقتها النائبة عقب فشل اللقاء الترتيبي الذي جمع رئيس الحكومة مع المتدربين في بيته، اعتبر الأستاذ عاصم منادي إدريسي أن هذا الكلام لا يبرره إلا خيبة أمل الحكومة والموالين لها الذين لطالما راهنوا على الانشقاقات في صفوف الأساتذة المتدربين الذين نجحوا فيما بينهم، بسرعة وتلقائية، في تذويب كل الاختلافات الإيديولوجية والسياسية وتوحيد المواقف والرؤى خلف قضيتهم العادلة والمشروعة، مؤكدا على أن التنسيقية كحركة احتجاجية في قطاع التعليم، أعلنت منذ ولادتها، وقوفها على مسافة واحدة من كل الحساسيات السياسية والنقابية، واستقلالية قرارها، مضيفا أن الحزب الحاكم يحتاج إلى إيداع تهم أخرى غير حكاية المؤامرة الخارجية ضد سياساته الفاشلة حسب تعبيره. وفي السياق ذاته كتب الأستاذ المتدرب عبد اللطيف الشمائل في تدوينة بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي، أن الأساتذة المتدربون يخوضون حقا معركة بالوكالة، لكنها بالوكالة عن الفقراء و أبناء الشعب، لتحصين حقوقهم في تعليم عمومي مجاني متهما الحكومة بخوض حرب من أجل خوصصة التعليم و كل القطاعات العمومية و الخدماتية قائلا " حربنا بالوكالة عن الفقراء وحربكم بالوكالة عن البنك الدولي". أما الأستاذ المتدرب عبد الوهاب سمكان، فقد ربط اتهامات خديجة ابلاضي برفض التنسيقية الوطنية شروط رئيس الحكومة باستبعاد الأطراف المتدخلة في الحوارات السابقة من نقابات و شخصيات المبادرة المدنية للحل، ما دفع النائبة، بعد اللقاء، إلى استعمال خطاب عاطفي يروم التعاطف معها من جهة، وزرع الفتنة بين الأساتذة المتدربين وبينهم والمتعاطفين معهم من جهة ثانية، معتبرا أن هذه الحيلة هي ورقة محروقة سبق وأن استعملها رئيس الحكومة و وزير الداخلية دون أن تؤتي أكلها على حد تعبيره، مضيفا أن الأساتذة المتدربين ليسوا قاصرين عقليا أو عمريا حتى يتم استعمال هذا الخطاب معهم لترهيبهم وترهيب أسرهم. هذا وقد وضع جواد بوقرعي، الأستاذ المتدرب و العضو في لجنة التواصل في التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمغرب، - وضع - هذه الاتهامات في إطار ما أسماه بالحرب النفسية و الاعلامية التي تشنها الحكومة على الأساتذة المتدربين خصوصا بعد الاجتماع الذي حصل بين رئيس الحكومة و وزير اتصاله بمجموعة من الصحفيين المقربين من حزب العدالة والتنمية صبيحة يوم الأحد، معتبرا أن ما تقوم به خديجة أبلاضي البرلمانية في حزب العدالة والتنمية هو مجرد محاولات للتخفيف على نفسيتها وإرضاء رئيس الحكومة بعد لقائه بالمتدربين، على حد تعبيره.