بعد أربعة أشهر ونيف على اندلاع الأزمة بين الحكومة و"الطلبة الأساتذة" ب41 من المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين وفروعها، وافق رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، على تحديد موعد رسمي يجمعه بممثلين عن التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، بعد زوال يوم غد الجمعة بمقر رئاسة الحكومة. وقال عبد الرحيم العلام، أحد الموقعين على المبادرة المدنية التي جمعت التنسيقية بالوالي عبد الوافي لفتيت، إن رئيس الحكومة انتظر قرابة 10 أيام ليقوم بالرد على الطلب الذي توصل به، معربا عن تفاؤله لما سيسفر عنه ما أسماه ب"اللقاء التمهيدي" بحضور الجهتين المعنيتين فقط، بعيدا عن النقابات وباقي أعضاء المبادرة. وتابع المتحدث بالقول: "نراهن على هذا اللقاء الأول من نوعه بعد عمليات وساطة عديدة، ونرجو أن يكون التواصل المباشر بين الطرفين مثمرا، وإزالة الحواجز عبر استماع الطرفين لبعضهما سيكون له ما بعده"، وفق تعبير العلام في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية. من جهتها، أكدت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، خديجة أبلاضي، ضمن حديثها مع الجريدة، أن "الطلبة الأساتذة" بمركز العيون طلبوا منها تحديد موعد للحوار مع رئيس الحكومة قبل أسبوعين من الآن، وهو الأمر الذي قامت بعرضه أمام أحد مستشاري بنكيران، موردة أنه أوصى بضرورة التوصل بطلب مكتوب، وهي الخطوة التي قام بها "الأساتذة المتدربون" لاحقا. وقالت أبلاضي إن "الطلبة الأساتذة" كانوا دائمي السؤال عن مآل طلبهم وعن تحديد موعد للقاء بنكيران، ظنّا منهم أن رئاسة الحكومة رفضت طلبهم أو تجاهلته، واستمر الأمر على ما هو عليه إلى ليلة الاثنين المنصرم، حيث اتصل بها عدد من الأساتذة المكونين داخل مركز العيون ليطلبوا منها التدخل والحيلولة دون تعرض "أساتذة الغد" للتعنيف من طرف قوات الأمن التي كانت مرابضة لساعات أمام المركز الجهوي، مستعدة للتدخل. "نفذ صبري وصبر قوات الأمن المرابطة منذ السادسة إلى حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا، لأتصل، أخيرا، برئيس الحكومة بعد أن عزم مسؤولو الأمن على التدخل بعد تعنت الطلبة ورفض الحوار مع جميع المتدخلين، والذي اشترط إخلاء المرفق العمومي، متمثلا في مركز مهن التربية والتكوين، من أجل الموافقة على تحديد موعد قريب للقاء لجنة الحوار الوطني المنبثقة عن التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين"، وهو ما كان فعلا، بحسب كلام المتحدثة. النائبة البرلمانية أبرزت أنها استمرت في الاتصال ببنكيران قصد تحديد موعد، حيث تقرر اللقاء يوم الجمعة بحضور 3 من شباب التنسيقية، لا غير، بمقر رئاسة الحكومة. فيما أكد يوسف علاكوش، الكاتب الوطني للنقابة الحرة للتعليم لهسبريس، أن النقابات التعليمية الخمس لم تتلق أي دعوة من رئاسة الحكومة على طلب اللقاء العاجل قصد بسط مقترح جديد يروم إيجاد حل لأزمة "الأساتذة المتدربين".