عكفت النقابات التعليمية على دراسة مبادرة جديدة لإنهاء أزمة الأساتذة المتدربين وإنقاذ الموسم التكويني لفك الاحتقان القائم، بعد أن أعلنت التنسيقية التصعيد ردا على تصلب الحكومة، التي أدارت ظهرها للمقترح السابق الذي تقدمت به النقابات، وأكدت أنه لا تراجع عن تطبيق المرسومين المتعلقين بالتكوين والمنحة. وقال يوسف علاكوش، الكاتب الوطني للجامعة الحرة للتعليم، إن ملامح هذه المبادرة ستستكمل بعد اجتماع سيعقد في مدينة الدارالبيضاء على أمل التوصل إلى مقترح يحظى بقبول الطرفين بعد أن انتهت جلسة الحوار التي عقدت قبل أسبوعين بمقر ولاية الرباط بحضور كل من الوالي عبد الوافي لفتيت ومدير أكاديمية الرباط محمد اضرضور ممثلا لوزارة التربية دون التوصل إلى حل، حيث اكتفت الحكومة بالتشبث بموقفها القاضي بتوظيف الأساتذة المتدربين على دفعتين، مع الإبقاء على المرسومين. وقال مصدر مطلع إن المبادرة التي ستتقدم بها النقابات التعليمية ستكون آخر ورقة من شأنها إحداث نوع من الانفراج في هذا الملف، الذي يبدو أن الحكومة أصبحت تتعامل معه من موقع قوة، خاصة بعد الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إلى الأساتذة المتدربين بكون «المراسيم ستحترم»، وأن المباراة سيجتازونها، وأن هدفهم سيحققونه، لكن عليهم أن يعودوا للدراسة، قبل أن يشير إلى أن هناك جهات تحرضهم، وأن هذا التحريض لن يكون في صالحهم، وهو ما يعني أن أي حوار لاحق لن يشمل المرسومين، وأن النقاش سينحصر في صيغة التوظيف على دفعتين. وأضاف المصدر ذاته أن تمديد زمن هذه الأزمة أسابيع إضافية ستكون نتائجه كارثية على المدرسة العمومية في الموسم القادم، وهو خطر، يقول المصدر ذاته، لا تأبه به الحكومة، رغم تراجعها عن إعلان سنة بيضاء، خاصة بعدما صرح رئيس الحكومة بأنه وجد «الدولة تخاف من التكوين خشية أن يطالبها من كونتهم بالوظيفة، لذا قلت إن هذه القضية لا أخاف منها، وسنفرق بين التكوين والتوظيف في كل المجالات»، وهو التصريح الذي يفسر سر تلويح الحكومة من جديد باللجوء إلى حلول بديلة ستزيد من تعميق المشكل في حال تمسك الأساتذة المتدربين بموقفهم. ورغم أن النقابات أكدت أنها لن تتخلى عن دعم الأساتذة المتدربين حتى في حال فشل مبادرة الفرصة الأخيرة، فإن مصادر تعليمية مطلعة حذرت من أن استمرار هذه الأزمة والإفراط في تسييسها ستكون له نتائج كارثية خلال الموسم الدراسي المقبل، الأمر الذي سيترجم في وقفات احتجاجية للأسر المغربية أمام المؤسسات التعليمية في ظل الخصاص الذي ستعيشه آلاف الأقسام.