الأربعاء 24 فبراير 2016 ، يوم تاريخي لدى الشغيلة المغربية بالإعلان عن إضراب وطني ، عمقه الأساسي كما صرح بذلك رئيس الحكومة في ميكروتروتوار قبله بيوم أو يومين ، هو إشكالية التقاعد و مطالبة النقابات بمتابعة الحوار الأجتماعي مع الحكومة في مختلف الملفات الاجتماعية أيضا هو أبغض الحلال كما وصف على مائدة برنامج قناة ميدي آن تيفي "مواطن اليوم" الذي كان موضوعه : حق الإضراب بين الدستور والممارسة والحقيقة التي يجادل فيها أحد ولا يتناطح فيها عنزان ، هو أن الشعار الذي رفع في عهد الحكومة الحالية ، المشهور بعفا الله عما سلف ، وقبله بحكومة التناوب ، الذي اشتهر أيضا بمطاردة الساحرات ، هي أن لا أحد- فيما أعتقد - من المغاربة يفضل محاسبة ناهبي أموال الشعب وإدخالهم إلى السجن دون استرجاع ما نهب لخزينة الدولة ، فماذا يفيدنا إذن سجن أحد ثبت بالدليل والبرهان تورطه في اقتصاد الريع و في اختلاس أموال عمومية أو في الاستفادة بغير وجه حق من صفقات أو أراض مملوكة للدولة أو رخص للنقل وللصيد في أعالي البحار أو عمولات بأرقام فلكية أو أجور ومنح وامتيازات خرافية ، واللائحة طويلة بطول كل السنوات التي مضت قبل وبعد الاستقلال ، ماذا يفيدنا سجنه ، إذا لم يسترجع ما أخذ من مال هذا الوطن الغالي ومن عرق هذا الشعب العريق المتجانس المسالم بغير شرع ولا قانون بل قد يؤخذ أحيانا بالتحايل على القانون نفسه ، فلو فهم الفاهمون والدهاة والعباقرة من الذين كانوا خلف العجز في ميزانية الدولة ، بسبب النهب والتحايل على المال العام والترامي على الملك العمومي وسوء التدبير ، والذين جرت بذكرهم الركبان في تقارير وطنية ودولية و في إصدارات المجلس الأعلى للحسابات و ما سطرته كذلك الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب ، وما تناولته أيضا جمعيات ومنظمات مدنية، وما انتشر كالنار في الهشيم على أعمدة الصحف والمجلات بشتى تلاوينها وطنيا ودوليا خلال فترات طويلة لو فهم أولئك الذين وردت أسماؤهم وشركاتهم على الأقل في رخص مأذنويات النقل وأعالي البحار ومقالع الرمال و لوبيات العقار والسمسرة والتملص الضريبي والتهرب الضريبي ونحو ذلك ، وهو أمر شنيع لو علموا أثره على النفس والمجتمع ، ولا فائدة ترجى مع ذلك بالنسبة لخزينة الدولة إذا لم تسترجع الأموال إلى صناديقها ،كما فعل مع أصحاب أموال وممتلكات كانت قد هربت خارج الوطن ، ولو بشكل ودي وبلا ضجيج إعلامي ...عندها ، نقول في قرارة أنفسنا أونصفق لهم بحرارة : عفا الله عما سلف هذا الشعار مات في مهده ، لما أعلن عنه دون إعادة ما للشعب من حقوق في ما نهب وأخذ منه بغير وجه حق ، ويذكرنا هذا السياق بالحديث الصحيح الذي جاء فيه أنَّ امرأةً سرقت في عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في غزوةِ الفتحِ، ففزع قومُها إلى أسامةَ بنِ زيدٍ يستشفعونه .قال عروةُ : فلما كلمه أسامةُ فيها تلوَّن وجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال : ( أتكلِّمُني في حدٍّ من حدودِ اللهِ ) . قال أسامة : استغفرْ لي يا رسولَ اللهِ، فلما كان العشيُّ قام رسولُ اللهِ خطيبًا، فأثنى على اللهِ بما هو أهله، ثم قال : ( أما بعد، فإنما أهلك الناس قبلَكم : أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريفُ تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، والذي نفسُ محمدٍ بيده، لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقتْ لقطعتُ يدَها ) . ثم أمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بتلك المرأةِ فقُطعت يدُها، فحسنت توبتُها بعد ذلك وتزوجت، قالت عائشةُ : فكانت تأتي بعد ذلك، فأرفع حاجتها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أما بخصوص معاشات البرلمانيين والوزراء وكذا الرواتب والمنح والامتيازات الخيالية لمدراء صناديق ومكاتب وشركات الدولة والمؤسسات العمومية وشبه العمومية فيجب إعادة النظر فيها مادام هذا الوطن ليس بلدا ثريا بمعنى الكلمة من حيث الموارد المالية ، وعلى أولئك المستفيدين من تلكم الأموال العمومية بشكل غير معقول أن يقتسموا مع هذا الشعب المسكين ما يتمتعون به من خيرات تدرها عليهم خزينة الدولة أو عبر ثروات الجهة والجماعة لا يكفي إعادة تقنين تلكم المعاشات والرواتب والامتيازات ، بل يجب استرجاع ما صرفته الدولة قبل ذلك ، ليعود إلى خزينتها ، لتتخلص أيضا في حدود معقولة من مشكلة الديون والفوائد المترتبة عليها وتغطية عجز الميزانية العامة ببلادنا ويعجبني هنا مقطع من مقال كتبه يونس كحال و نشر بموقع تازا سيتي يوم 06 - 03 - 2012 ، أي عند نشر لوائح المستفيدين من مأذونيات النقل والتي ظهرت فيها شركات لم يعرف الشعب من هم أصحابها إلى يومنا هذا:هناك من بعض هؤلاء من استنكر الأمر واعتبره عاديا مادام يدخل في باب الهدية أو الأعطية أو المنحة أو سمها ما شئت، لكن بالله عليكم، من أحق بتلك الرخصة، هل أنت أيها الرياضي أو الفنان الذي أغناك الله من واسع فضله، أم أرملة توفي عنها زوجها وترك لها أطفالا لا معيل لهم وقس على ذلك ما شئت من الأمثلة، ثم أنت أيها الرياضي من أحق بتلك الوظيفة التي تتقاضى أجرتها وأنت في غنى عنها ؟ أنت أم ذاك الشاب المعطل الذي هو في أمس الحاجة إليها ليبني حياته من جديد ويحس بإنسانيته؟ نحن نحتاج لمواطنين يحبون هذا الوطن، يعملون من أجله ولا ينتظرون مقابلا، وكما يقول المثل العامي:" لي كلا حقو يغمض عينو"، لقد "أكلتم حقكم" لذلك يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم، وأن تكون لكم الجرأة لتعيدوا تلك المأذونيات لأنكم لستم في حاجة إليها، كما رفعتم راية المغرب في محافل دولية كما تقولون، فارفعوا رأسه بأن يتخلص من ثقافة الريع التي تنهش جسده، ولنتخلص من ثقافة الريع التي تحكمنا وأخيرا أقول لكم أيها الريعيون، لقد حان الوقت لتصبحوا مواطنين مغاربة بما تحمله هذه الكلمة من معنى ومن نوادر السرقة، أنقل هذه الوصلة بتصرف من موقع « ثرثرة مع الوسادة » ,خلال عملية سطو على بنك صرخ اللص موجها كلامه الى الأشخاص الموجودين داخل البنك "لا تتحركوا المال ملك للدولة و حياتكم ملك لكم" إستلقى الجميع على الارض بكل هدوء. وهذا ما يسمى "مفهوم تغيير التفكير" تغيير الطريقة التقليدية في التفكير و عندما إستلقت سيدة على طاولة بشكل استفزازي، صرخ اللص في وجهها "رجاء كوني متحضرة ..هذه سرقة وليست إغتصاب" !وهذا ما يسمى "أن تكون محترفا"، التركيز فقط على ما تدربت على القيام به عندما عاد اللصوص الى مقرهم..قال اللص الأصغر عمرا “و الذي يحمل شهادة ماستر في إدارة الأعمال” لزعيم اللصوص و كان اكبرهم سنا “و كان قد أنهى 6 سنوات تعليم في المدرسة الإبتدائية” يا زعيم دعنا نحصي كم من الاموال سرقنا قام الزعيم بنهره و قال له “انت غبي جدا ! هذه كمية كبيرة من الأموال, و ستأخذ منا وقت طويل لعدها.. الليلة سوف نعرف من نشرات الأخبار كم سرقنا من الأموال ..وهذا ما يسمى "الخبرة" في هذه الأيام، الخبرة أكثر أهمية من المؤهلات الورقيةبعد أن غادر اللصوص البنك, قال مدير البنك لمدير الفرع, إتصل بالشرطة بسرعة و لكن مدير الفرع قال له "إنتظر دعنا نأخذ 10 ملايين دولار و نحتفظ بها لأنفسنا و نضيفها الى ال 70 مليون دولار اللتي قمنا بإختلاسها سابقا وهذا ما يسمى "السباحة مع التيار" تحويل وضع غير موات لصالحك قال مدير الفرع "سيكون الأمر رائعا إذا كان هناك سرقة كل شهر” وهذا ما يسمى "قتل الملل" السعادة الشخصية أكثر أهمية من وظيفتك في اليوم التالي، ذكرت وكالات الإخبار ان 100 مليون دولارتمت سرقتها من البنك قام اللصوص بعد النقود المرة تلو المرة , وفي كل مرة كان المبلغ هو 20 مليون دولار فقط غضب اللصوص كثيرا و قالوا نحن خاطرنا بحياتنا من أجل 20 مليون دولار, و مدير البنك حصل على 80 مليون دولار من دون أن تتسخ ملابسه حتى..يبدو أن من الأفضل أن يكون متعلما بدلا من أن تكون لصا وهذا ما يسمى "المعرفة تساوي قيمتها ذهبا" كان مدير البنك يبتسم سعيدا لأن خسائره في سوق الأسهم تمت تغطيتها بهذه السرقة و هذا ما يسمى “إقتناص الفرصة” الجرأة على القيام بالمخاطرة فاللصوص الحقيقيون ، لصوص يحملون شهادات .