قال محمد الكتاني، رئيس البنك المغربي «التجاري وفا» إن «الشركة الوطنية للاستثمار» (المساهم الرئيسي) تبحث بيع حصة 15% من المجموعة المصرفية المغربية إلى شريك استراتيجي. ولم يقدم محمد الكتاني الذي كان يتحدث أول من أمس خلال لقاء مع المحللين الماليين في الدارالبيضاء، أي تفاصيل عن سير العملية، واكتفى بالقول إنها تندرج في سياق عملية عادة انتشار المحفظة الاستثمارية للشركة الوطنية للاستثمار عقب ابتلاعها لمجموعة «أونا» (أومنيوم شمال أفريقيا) خلال عام 2010، والتي تهدف إلى بيع حصص في فروعها الناضجة والاستثمار في فروع نشاط جديدة في سياق الخطط التنموية القطاعية التي اعتمدها المغرب. وتمت أخيرا أولى العمليات في سياق هذه الخطط، إذ أعلن الأسبوع الماضي عن إنهاء صفقة بيع حصة 41% من شركة «لوسيور»، التي تسيطر على 70% من السوق المغربية لزيوت الطعام، وذلك بقيمة 147 مليون دولار لفائدة الشركة الفرنسية «سوفيبروتيول». ومن أبرز الشركات التي يرتقب أن تطرح «الشركة الوطنية للاستثمار» حصصا فيها للبيع هناك شركة «كوسومار لصناعة السكر» التي تحتكر صناعة وتوزيع السكر في المغرب، وشركة «سانترال للحليب»، وبعض الشركات والأصول المنجمية. ومن بين القطاعات الجديدة التي استثمرت فيها «الشركة الوطنية للاستثمار» أخيرا الطاقات المتجددة (الشمس والرياح)، والماء الموجه للزراعة، وإنتاج الكهرباء، والصناعات المرتبطة بالبيئة. ويعتبر «التجاري وفا بنك» أكبر مجموعة مصرفية مغربية وثاني أكبر قيمة في سوق الأسهم المغربية، ويحتل المرتبة الأولى في مختلف فروع النشاط المصرفي بالمغرب. وتضم مجموعة التجاري وفا بنك 42 شركة ومصرفا في المغرب والخارج. وعرفت المجموعة، التي نتجت عن ابتلاع المصرف التجاري المغربي لمصرف الوفاء في سنة 2003، توسعا دوليا قويا خلال السنوات الأخيرة، خاصة في أفريقيا حيث اشترت مجموعة من المصارف في 12 دولة في غرب أفريقيا. وأكد محمد الكتاني، أول من أمس خلال تقديمه لنتائج المجموعة ومخططها التنموي الجديد للمحللين الماليين، أن التجاري وفا بنك عازم على مواصلة توسعه الأفريقي عبر استغلال كل الفرص المتاحة لشراء مصارف موجودة أو إنشاء مصارف جديدة في مجموع البلدان الأفريقية بما فيها بلدان شرق وجنوب أفريقيا. وأوضح الكتاني أن البنك يعتمد في توسعه الأفريقي على مقاربة مبنية على 3 معايير: جودة العلاقات بين البلدان الأفريقية المستهدفة والمغرب، إمكانات النمو والتطور وإنتاج القيمة بالنسبة للمصارف التي يتم اقتناؤها، والاستحواذ على حصة الأغلبية والتحكم في إدارة المصرف الجديد. وأضاف: «هدفنا الأساسي من هذه الخطة التوسعية هو مد القنوات المالية واللوجستيكية لدعم ولوج الشركات المغربية وتوسعها في الأسواق الأفريقية. فتجربة الدول المتقدمة برهنت على أن الشركات التجارية والصناعية تتبع بنوكها في توسعها الدولي. فالبنوك تعبد الطريق وتوفر قنوات المعلومات والعمال واستشراف الفرص ووسائل تمويل الخطط التوسعية للشركات الوطنية». وبخصوص بلدان المغرب العربي، أشار الكتاني إلى أن المجموعة المصرفية المغربية تملك مصرفين في تونس وموريتانيا، وتعتزم تطوير وجودها في ليبيا عبر تحويل مكتبها هناك إلى مصرف تجاري. أما في الجزائر فأشار الكتاني إلى أن التجاري وفا بنك قد وضع طلب ترخيص لإنشاء مصرف في الجزائر قبل 5 أعوام وأنه ما زال ينتظر رد البنك المركزي الجزائري. وقال: «سننتظر وسنواصل الإلحاح في طلبنا، ونحن ندرك أننا سنفتح مصرفا في الجزائر طال الزمان أم قصر». وقال الكتاني: إن نشاط المجموعة المصرفية لم يتأثر كثيرا بالأحداث السياسية التي عرفتها المنطقة المغربية وأفريقيا خلال العام الماضي. وقال: إن الفرع التونسي استرجع نشاطه العادي خلال النصف الثاني من عام 2011، وإنه ساهم بنحو 4% في تشكل الأرباح الصافية للمجموعة المصرفية. وبخصوص ساحل العاج، أشار الكتاني إلى أن مصرف المجموعة هناك أغلق لمدة 3 أشهر بسبب الأحداث السياسية التي عرفتها البلاد لكنه أيضا عرف نشاطا عاديا خلال النصف الثاني من العام.