أقيم، مساء اليوم الخميس بالرباط، حفل تتويج الفائزات والفائزين في تظاهرة "ناشئة الفكر الحقوقي" في نسختها الثالثة، والتي نظمتها أكاديميتا التربية والتكوين للرباط سلا زمور زعير والغرب شراردة بني احسن واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرباط - القنيطرة لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية بالسلك الثانوي التأهيلي. ويأتي تنظيم هذه الجائزة في إطار اتفاقية التعاون بين المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في مجال التربية على حقوق الإنسان داخل المؤسسات التعليمية. وتروم تحسيس تلميذات وتلاميذ السلك الثانوي التأهيلي وتنمية قدراتهم المعرفية في مجال الفكر الحقوقي، والتشجيع على القراءة والعناية بها كحق وسلوك وواجب. وقد فازت بالجائزة الكبرى لهذه المسابقة التلميذتان فاطمة الزهراء أعقا من الثانوية التأهيلية أحمد شوقي بنيابة سلا، وأحلام بلمقروت من الثانوية التأهيلية زينب النفزاوية بنيابة سيدي سليمان. وقال رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالرباط - القنيطرة عبد القادر أزريع، في كلمة خلال هذا الحفل الذي حضره رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومدير الحياة المدرسية بوزارة التربية الوطنية ومديرا الأكاديميتين الجهويتين للتربية والتكوين ورؤساء اللجان الجهوية لحقوق الإنسان ونواب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ورجال ونساء التعليم والمنتخبون المحليون، وجمعيات أولياء التلاميذ، إن المجلس الوطني لحقوق الإنسان وهو يفكر في إحداث جائزة ناشئة الفكر الحقوقي، التي انطلقت سنة 2013 مع أول دورة بمراكش ثم انتقلت إلى اللجان الجهوية للأقاليم الجنوبية سنة 2014 قبل أن تصل إلى هذه الجهة، كان يعي جيدا أن فضاء المدرسة هو المجال الطبيعي الذي يؤمن امتلاك المنظومة المفاهيمية والمرجعيات الأساس لحقوق الإنسان. وأضاف أن المجلس كان ولا يزال يتوخى من خلال هذه الجائزة تمكين الشباب من فرص حقيقية لامتلاك ناصية لغة حقوق الإنسان التي ستمكنه من ولوج المنظمات الدولية ومراكز القرار وتقديم الخبرة، وكذا تحويل البلاد إلى فضاء لاستهلاك المعرفة بحقوق الإنسان التي ينتجها الآخرون إلى أحد مصادر هذه المعرفة المعترف بها دوليا. وقال "إن توطين فكرة ناشئة الفكر الحقوقي في جهتنا تطلب استثمار حيز زمني مهم وغير قليل من الجهود والتركيز لتحديد أهداف تجعلنا نضيف جديدا لفكرة الجائزة نفسها وترسيخ مراميها الأصلية، حيث اخترنا أن نشرك مؤسسات التعليم الخاص لتتسع دائرة المشاركة وتنفتح أمام طاقات أخرى، بما يضمن تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ، مضيفا أن النتائج التي بلغتها الجائزة في دورتها الثالثة رسخت لدينا شعورا بالارتياح، خاصة بعد إعلان وزارة التربية الوطنية الشريك الأساسي على تملك فكرة الجائزة والعمل على تنظيمها كل عام وفي كل الجهات". من جهته أبرز مدير الأكاديمية للتربية والتكوين الرباطسلا زمور زعير، محمد أضرضور، أهمية "ناشئة الفكر الحقوقي" كتظاهرة متعددة الأبعاد وغنية بالحمولات والمرجعيات باعتبارها عملا يجمع بين المجال التربوي والمجال الحقوقي والمجال الفلسفي بشكل إيجابي وخلاق، حيث لا يمكن حصر مزاياها في السبق فقط، بل أيضا في ترسيخ مكونات وأبعاد وأركان التدبير التشاركي الفعلي والحقيقي بين أطراف منظومة التربية والتكوين من جهة واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرباطالقنيطرة من جهة أخرى. وأعرب عن سعادته بالاستمرار في تنفيذ برنامج العمل، كما نصت عليه اتفاقية الشراكة منذ توقيعها نهاية 2014، وأن تختتم برامج تظاهرة "ناشئة الفكر الحقوقي" بإنتاجات تربوية توجت بإصدار مشترك يجمع جل الإنتاجات التربوية المتألقة للمشاركات والمشاركين في الجائزة.