انطلقت اليوم السبت ببيساو، أشغال الدورة ال38 لمؤتمر رؤساء الجمعيات البرلمانية الوطنية للاتحاد البرلماني الإفريقي، بمشاركة رئيس مجلس النواب ورئيس الاتحاد، السيد راشيد الطالبي العلمي. وتهم محاور هذا المؤتمر الذي جرى حفل افتتاحه بحضور الوزير الأول بغينيا بيساو، خوسيه ماريو فاز، مسؤولين سامين من هذا البلد، ودبلوماسيين معتمدين ببيساو، حول موضوعين أساسين هما "النهوض بالديمقراطية ودولة الحق والقانون من أجل إرساء السلم والتنمية في البلدان الإفريقية"، و"الدول الإفريقية في مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية: التدابير الواجب اتخاذها ودور البرلمانات الإفريقية". وأكد السيد الطالبي العلمي في كلمة خلال افتتاح المؤتمر أن "هذين الموضوعين معا يكتسيان راهنية كبرى، ويعكسان بالتأكيد التحديات الأساسية التي تواجهها قارتنا والتي ينبغي علينا رفعها بكل عزم". وأبرز في هذا الصدد، أن تعزيز الديمقراطية ودولة القانون يشكل أحد ثوابت الأنشطة البرلمانية وأحد الانشغالات الدائمة لدى الاتحاد البرلماني الإفريقي، الذي يحتل، منذ تأسيسه في سنة 1976، مكانة متميزة ويضطلع بدور هام في التغيرات التي تشهدها القارة، وخاصة في مجال تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية والسلم والتنمية في إفريقيا. وأضاف رئيس الاتحاد البرلماني الإفريقي أن إفريقيا حققت، بالتأكيد، خلال السنوات الأخيرة، تقدما هاما في مجال الديموقراطية والنمو الاقتصادي، معتبرا أن "أهمية الديموقراطية، بالنسبة للشعوب الإفريقية، تتمثل في ترجمتها إلى مكاسب ملموسة تنعكس في تحسين الخدمات الصحية والتعليم والحفاظ على البيئة وتحسين مستوى ونمط العيش، أي تحقيق التنمية والسلم". وأكد في هذا الصدد أن البرلمانيين مدعوون، باعتبارهم فاعلين أساسيين في السياسة، إلى إيجاد الحلول الملائمة لهذه التحديات. وفي ما يتعلق بالشق البيئي، أشار السيد الطالبي العلمي إلى أن مؤتمر الاتحاد ينعقد بتزامن مع الدورة 21 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة بشأن التغيرات المناخية (كوب 21)، والاجتماع الحادي عشر للأطراف في بروتوكول كيوطو، مبرزا في هذا الصدد أن التغيرات المناخية تعتبر أحد أخطر التهديدات التي تواجه الرخاء والتنمية على المستوى العالمي. وحسب رئيس الاتحاد البرلماني الإفريقي، فإنه "من المؤسف أن تكون إفريقيا، القارة التي يتأكد علميا وعمليا أنها لا تساهم إلا بنسبة جد قليلة في انبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض، هي الأكثر هشاشة أمام الآثار الوخيمة للتغيرات المناخية، وذلك بسبب اجتماع عدة عوامل جغرافية واقتصادية وبفعل تبعيتها للموارد الطبيعية".