انحنى محمد علي زنوبي، المسلم الإيراني، أمام القس مارتينز في إحدى الكنائس القريبة من برلين. وضع القس يديه على رأس محمد وسأله: هل ستقطع مع الشيطان وأفعاله الشريرة؟ أجاب محمد: نعم. فرد القس "باسم الأب والابن وروح القدس أعلنك مسيحيا". بعد هذه الكلمات، صار اللاجئ المسلم محمد مسيحيا، وتحول اسمه إلى مارتن، وأصبحت زوجته أيضا مسيحية وتخلت عن اسمها القديم. لماذا تحولوا للمسيحية؟ هل هي محاولة لتعزيز فرص اللجوء السياسي أم أن قرار اعتناق المسيحية كان خطوة نابعة عن قناعة لدى اللاجئين المسلمين؟ يورد تقرير إخباري لوكالة "أسوشيتد برس" وجهتي نظر في الموضوع. يقول بعض اللاجئين إن قراراتهم جاءت عن قناعة وإنهم كانوا مهتمين باعتناق المسيحية حين كانوا في بلدانهم، لكن أسوشيتد برس تنقل عن شابة إيرانية قولها إن الكثير من اللاجئين اعتنقوا المسيحية لتعزيز حظوظهم في البقاء وقبول طلبات اللجوء السياسي التي يتقدمون بها في ألمانيا. ولم تصدر الكنائس الألمانية أرقاما محددة لعدد اللاجئين المسلمين الذين اعتنقوا المسيحية، لكن كنيسة القس مارتينز بضواحي برلين تقول إن ما بين 150 و600 لاجئ مسلم، معظمهم من إيران وأفغانستان، تحولوا إلى المسيحية على يد القس مارتينز منذ عامين. ويصف القس مارتينز هذا العدد ب"المعجزة"، مشيرا إلى أن العشرات ينتظرون دورهم في التعميد. وذكرت كنائس في ألمانيا أن أعداد معتنقي المسيحية تزايدت خلال العامين الماضيين مع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى هذا البلد الأوروبي. وخلال الأيام الماضية، استقبلت ألمانيا أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين، ويتوقع أن يصل عددهم مع نهاية العام إلى 800 ألف لاجئ. ويشرف القس مارتينز على دورة مكثفة حول المسيحية مدتها ثلاثة أشهر لصالح اللاجئين المسلمين قبل تعميدهم ليصبحوا مسيحيين بشكل رسمي. نستقبل اللاجئين المسيحين فقط لم تشترط ألمانيا ولا فرنسا على اللاجئين الانتماء لديانة معينة، لكن دولا أخرى في الفضاء الأوروبي جعلت الدين عاملا مهما في طلبات اللجوء. وقد أعلنت سلوفينيا صراحة أنها ستوافق على استضافة ألفي لاجئ سوري لكنها اشترطت أن يكونوا مسيحيين. وأكدت سلوفاكيا في وقت سابق أنها ستقبل 200 لاجئ سوري على أراضيها، لكن يجب أن يكونوا مسيحيين. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية "نريد أن نختار المسيحيين فقط". وفي فرنسا قال نائب رئيس بلدية روان، الجمهوري ايف نيكولين إن البلدية ستستقبل لاجئين مسيحيين فقط. وأوضح في تصريحات نقلتها صحيفة لوموند "سنستقبل لاجئين شريطة أن يكونوا مسيحيين ومطاردين من قبل داعش". وقالت دول أوربية أخرى إنها تفضل أن يكون اللاجئون الذين تستقبلهم على أراضيها مسيحيين، ومن بين تلك الدول قبرص والتشيك وسلوفاكيا وبولندا.