لقد بدأت القوى السياسية بمختلف توجهاتها بالإعداد لخوض الانتخابات سواء الجماعية او الجهوية , في حين لازال يخيم على الافق تخوف بروز مجددا مشكلة عزوف الشباب عن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية , و هو امر طبيعي لا مفر منه مادام المواطن المغربي المقهور على امره لازال من جهة لا يثق في جدوى العمل السياسي ، ولا يزال من جهة ثانية لم يتلمس سواء على مستوى تدبير الشأن العام او محلي أي تغير في ظروفه المعيشية المزرية . و يمكن اعتبار ان التجارب الحكومية بما فيها التي تدير الان الشان العام قد ساهمت في دلك بسبب تخلفها عن وعودها , و مشاريعها الاصلاحية و برامجها المثالية البعيدة عن الواقع , و لدلك فالمواطن البسيط لا زال يعيش و يحلم بمشروع مجتمعي يحقق له تطلعاته و يجيبه عن كل مشكلاته , و انتظاراته في ظل هده الازمات التي تتقاطر عليه في كل لحظة و تسبب له الارق و التعاسة. خصوصا أن الوضع لازال على حاله ان لم نقل انه وصل للباب المسدود , حيث ارتفعت البطالة و تفشت بشكل غير مسبوق بين الشباب التواق الى وظيفة تظمن له كرامته , اظافة الى ارتفاع نسبة الفقر و التهميش و الزبونية و المحسوبية و الفساد و ضعف التنمية , و المساس الفظيع بالقدرة الشرائية للمواطنين بسبب اوراش الاصلاح التي تقودها الحكومات و يدفع ثمنه الواطن البسيط . ولدلك فلاحزاب تتحمل المسؤولية لانها لا تفي بوعودها عندما تصل لسدة الحكم و تغادر وظائفها التأطيرية و انشطتها بمجرد انتهاء حملاتها الانتخابية , و لازالت عاجزة عن تحقيق أياً من طموحات المواطن , و يبقى كل ما تسعى إليه هو تحقيق مصالحها الخاصة على حساب مصالح المجتمع , مما يساهم طبعا في فقدان الثقة و عدم التفاعل مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعيشها البلاد , كما ان رهان الإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي يبقى بدون سند شبابي .