" عدد المحجبات في المغرب في اضطراد مستمر " كانت تلك خلاصة احد المقالات التي طالعتها مؤخرا حيث تضمن احصاءا تقريبيا لعدد المحجبات في المغرب و الذي بات في ارتفاع متواتر حيث فاقت نسبتهن 30 % من اجمالي النساء . لقد ازداد بالفعل اقبال المغربيات على ارتداء الحجاب بشكل ملفت في السنوات الأخيرة ,خصوصا مع انتشار الفضائيات و القنوات الدعوية بمختلف مذاهبها و غزوها للمجتمع المغربي ,أرقام تثلج الصدر و تطمئن النفس على مستقبل الإسلام في ربوع الوطن ,و تشكل ردا صريحا على دعاة العلمانية و كذا الصهيونية العالمية التي مافتئت تهاجم الدين الإسلامي و تحاول تقويضه بشتى السبل . و لكن النقطة التي يستوجب الوقوف عندها و فتح نقاش مستفيض حولها هي نوعية هدا الحجاب الذي غزا شوارعنا و بات موضة اكثر من كونه عبادة ,لقد خرج هدا الزي الإسلامي المحتشم الذي لا يظهر سوى الوجه و الكفين عن اصوله الشرعية و تم افراغه من فلسفة تشريعه ,و تحول من سبيل لستر مفاتن المراة و عورتها الى وسيلة لإظهارها بشتى الطرق . لقد تم تشويه هدا اللباس حتى يتماشى مع صرعات الموضة و اختزاله في افضل الأحيان في غطاء للرأس تبرز منه بعض الخصلات و سروال ضيق من الجينز يظهر ادق التفاصيل الأنثوية , و قميص تكاد ازراره تنفجر من التصاقه بالجسد ,تنضاف الى كل ذلك و بحكم الموضة كمية كبيرة من الأصباغ و الكيماويات التي تغير ملامح المراة و تحولها الى نسخة مكررة يعج بها شارعنا و مصدرا للفتنة و الإغراء ,في خروج سافر عن كل القيم الدينية و التعاليم الإسلامية التي تحض المراة على الإحتشام و الإلتزام في لباسها و سلوكها و عدم اثارة الإنتباه اليها حتى بصوتها المرتفع او بطرقات كعب حذائها على الأرض . لقد كرم الإسلام المراة و رفع من شانها و سطر لها حقوقا لا نجد نظيرا لها في كل القوانين الوضعية حتى تؤدي دورها السامي في المجتمع و تصير كما قال شاعر النيل: الأم مدرسة اذا اعددتها #اعددت شعبا طيب الأعراق و بالمقابل وضع لها خطوطا حمراء لا ينبغي تجاوزها حفاظا على سلامة المجتمع الإسلامي من ظواهر دخيلة باتت تنخره و تقوض دعائمه . هنا يطرح سؤال مهم نفسه بالحاح : هل كنا سنسمع عن ظاهرة التحرش الجنسي لو التزمت المراة بلباسها الشرعي و سلوكها الإسلامي؟