فجأة وبشكل قوى أظهر الحرس الثوري نوايا ضد المملكة المغربية ،بنشره تقرير صادم يصف المغرب بانه أسير السياسات الصهيونية ،بل وتضمن التقرير تهديدات مبطنة ومحاولات لاتهام المغرب بأنه وراء الغرب في سياساته المعادية لجمهورية الخميني .يعتقد بعض الخبراء أن هذه التهديدات ليست الأولى ولا حتى الأخيرة الموجهة للمغرب .لكت التساؤل عن ظرفية وزمن هذا التقرير الذي جاء مباشرة بعد بروز نوع من الانفراج في العلاقات المغربية الإيرانية التي عرفت توترات كبيرة كان أخرها إعلان المغرب تضامنه مع مملكة البحرين في مواجهة التدخل الايرانى في شؤونها الداخلية . أوصاف الحرس الثوري الإيراني يمكن اعتباره بمثابة تهديدات غير مباشرة توجه اولا للاستهلاك الداخلى على اساس ان الحرس الثورى هو القوة العسكرية التى تحمى الثورة من اعداء الخارج والمغرب بسياساته المؤيدة للشرعية في اليمن وموقفه من النظام السورى يعتبر في نظر أبحديات الحرس الثورى عدوا محتملا .وخارجيا فان تقرير الحرس الثورى يضع العلاقات الايرانية المغربية في نقطة الصفر أى العودة مجددا الى الصراع والقطيعة .علما أن هذه العلاقات لا تتسم بالاخوية فالمغرب دائما في قلق اتجاه ايران وسياساتها بل يسارع الى اتخاذ مواقف أكثر جرأة حتى من دول الجوار الخليجي . الموقف الإيراني لايقل أهمية وعنفا عن تهديدات "داعش"ومحاولاتها الدائمة الى اختراق المجال الوطنى والقيام بأعمال عنف قد تطال البنيات التحتية والأماكن الاستراتيجية . داعش المنظمة الارهابية التى تعمل في شمال العراقوسوريا وفي المناطق التى لا توجد بها قوات النظام السورى وكذلك سلاحها لايوجه للقوات الايرانية في سوريا او العراق ولا حتى المنظمات الموالية لايران .فسلاحها مركز اما ضد المعارضة السورية أو للسيطرة على المواقع الاستراتيجية كابار النفط . موقف داعش يتناغم مع تهديدات الحرس الثوري الإيراني،مما يعنى احتمال وجود اما تحالف بينهما او إن ألإرهاب المنظم يوجه من طرف الحرس الثوري الإيراني . تتهم ايران في السابق برعايتها لقادة تنظيم القاعدة وقامت بعمليات تسهيل تواجدهم بكل من العراق واليمن ،وأسهمت ايران في تأجيج الصراع الطائفي لأن ذلك يخدم بشكل مباشر التيارات المتطرفة ،بل ان النظام الايرانى سعى لترويج "لداعش" لاجل خنق العالم السني ووضعه في مواجهة تيارات سنية متطرفة .فالاستراتيجية الايرانية تقوم على ايجاد عدو داخلى يخوض حربا بالنيابة وهذه الاستراتيجية نجحت مع اسرائيل ,بحيث تمول ايران حزب الله وتقدم اشكال الدعم المادى والمعنوى للبنانيين مقابل خوض معارك ضد العدو الصهيوني ،تتجنب ايران المواجهة المباشرة بالمقابل يخوض الحزب حربا بالوكالة .وطبعا هى نفس الاستراتيجية المتبعة مع البلدان العربية ,فتمويل المنظمات الارهابية وتجنيدهم في المناطق السنية سياسة الحرس الثورى الايرانى العسكرية بل وتقوم عقيدة الحرس على خلق توترات داخلية في صف العدو مما يسهم في فتح المجال أمام التدخل الايرانى المباشر .
خطاب الهيمنة مشروع إيراني بدأ مع الخمينى وانتهى مع الحرس الثورى القوة المالية والعقائدية المهيمنة على السياسة الخارجية لايران .بدأ التوسع مع فكرة تصدير الثورة وهى الايديولوجية التى فشلت بموت الخميني وانتهت بتغيير ملامح الثورة فتصديرها لن ينجح بالحرب المباشرة أو حتى بنشر المذهب المتبع في البلاد عبر المؤسسات الثقافية .فالخطة الجديدة تقتضى زرع عدو مدمر في بلد العدو .