كشف التليفزيون الإسرائيلي عن رغبة بعض العملاء المصريين السابقين ممن عملوا لصالح الموساد ومقيمين الآن بإسرائيل في العودة إلى القاهرة، مستغلين أجواء التغيير بها الآن. حيث قال إن أحد هؤلاء العملاء ويدعى رافي بن دافيد، واسمه الأصلي عادل شاهين، ينوي خلال الأيام المقبلة التقدم بطلب إلى السفارة المصرية في إسرائيل من أجل السماح له بزيارة عائلته، وكانت مصر تمنعه من زيارتها بسبب تاريخ عائلته الأسود في التخابر مع الإسرائيليين. يذكر أن بن دافيد أو شاهين هو نجل الجاسوس الشهير موسى شاهين الذي تجسس ضد مصر في الفترة من منتصف الستينيات وحتى نهاية حرب أكتوبر، ونجحت المخابرات المصرية في الكشف عن أنشطته هو وعائلته، وقرر الرئيس الراحل أنور السادات تسليم العائلة إلى إسرائيل مقابل الإفراج عن بعض من الأسرى المصريين في إسرائيل من ضباط وأعضاء مقاومة، إلا أن السادات أصر على إعدام موسى لأنه كان رئيس هذه الشبكة العائلية. بجانب عادل، هناك عدد من أبناء العملاء الآخرين ممن لم يتم الكشف عن هوياتهم الحقيقية، إلا أنهم أعربوا عن أملهم في أن تحمل الثورة المصرية المزيد من التغييرات والجديد إليهم. يأتى ذلك فيما تواصل وسائل الإعلام والمراكز البحثية الإسرائيلية التساؤل عن التعامل المصري المستقبلي مع الكثير من الملفات، وعلى رأسها العلاقات الإيرانية- المصرية، وكيف سيتعامل المجلس العسكري مع إيران فى المستقبل؟. وهل سيتم تطبيع العلاقات بين الدولتين خلال السنوات المقبلة؟ . وتناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" هذه القضية من خلال تحقيق مطول لها، خاصة مع إعلان عدد من الدوائر الغربية نية إيران إرسال سفن حربية تابعة لأسطولها من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، وهو ما اعتبرته الصحيفة بمثابة خطة شاملة ترمي إلى تعزيز نفوذ طهران وتأثيرها على ما يحدث في دول الشرق الأوسط. وزعمت الصحيفة أن الإيرانيين يريدون من وراء ذلك إرسال إشارات إلى العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة يؤكدون فيها أنهم لن يقبلوا أي وجود غربي في الخليج، والأهم من هذا، الإشارة إلى أن إيران ستستغل الظروف السياسية في مصر الآن من أجل فتح صفحة جديدة مع مصر، واستغلال أجواء التغيير في مصر من أجل فتح باب التعاون العسكري والسياسي مع القاهرة، والسماح بمرور سفنها العسكرية القابعة في البحر الأحمر أو بالبحر المتوسط عبر قناة السويس. وكشف المحلل العسكري للصحيفة أليكس فيشمان عن أن الكثير من الخبراء الإسرائيليين يرون أن هذه المحاولات الإيرانية تمثل استفزازا لا يمكن قبوله أو السكوت عليه، خاصة أن هناك الكثير من القادة والخبراء في مصر ممن يرغبون في استغلال فرصة التغييرات التي تمر بها البلاد من أجل بناء علاقات أقوى وأهم مع إيران. وزعم فيشمان أن السماح بمرور هذه السفن من الممكن أن يكون الرسالة الأولى التي تؤكد هذا الأمر، مؤكدا أن الإيرانيين يعكفون الآن على محاولة بناء علاقات جديدة وأوثق مع القاهرة في أقرب وقت. أما عاميرا هس مراسلة صحيفة "هاآرتس" الموجودة الآن في القاهرة فأبدت تخوفها من الصعود السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وقالت هس إن أبرز مشهد دفعها إلى الخوف من الإخوان المسلمين هو مشاهدتها للكثير من عناصر الجماعة في ميدان التحرير، بالإضافة إلى توجسها من إعلان القيادي في الجماعة عصام العريان عن رغبته في تكوين حزب سياسي خاص للإخوان، وهو الحزب الذي سيخوص غمار العمل السياسي قريبا في ظل أجواء الانفتاح التي تعيشها مصر الآن. اللافت أن هس التي ترسل ما يقرب من رسالتين يوميا لما يجري في مصر إلى موقع الصحيفة عبر الإنترنت أبدت اندهاشها من هتافات المصريين في الثورة بأن كلا من الجيش والشعب يد واحدة، موضحة أن الدول العربية لم تعرف هذا الهتاف، خاصة مع العلاقات السلبية بين الأمن والمواطن في الشرق الأوسط، إلا أن أجواء التغيير التي تعيشها مصر الآن ساهمت في وجود حالة من الحب والألفة بين المواطنين المصريين من جهة، وقوات الأمن من جهة أخرى. واهتمت صحيفة "إسرائيل اليوم" بالمظاهرات التي تندلع الآن في إيران للإشادة بالثورتين المصرية والتونسية والتنديد بالديكتاتورية الموجودة في إيران. وقالت الصحيفة إن بعضا من صناع القرار وكبار الخبراء الإستراتيجيين الإسرائيليين طالبوا بضرورة تقديم المساعدة للثوار الإيرانيين، وهي المساعدات التي يجب أن تركز على الإشادة بطموح الشباب الإيراني ورغبتهم في التغيير سواء عبر الشبكات الإلكترونية أو المقالات التي يكتبها عدد من كبار الصحفيين الإسرائيليين.