يبدو أن نفس العقلية تنتشر في الدول العربية من المحيط إلى الخليج ، عقلية تتسم في خندقة المرأة في لباس معين وربطه بالأخلاق بعيدا عن ماهية المرأة كذات مفكرة واعية بعد أسابيع قليلة بالجزائر حيث وقعت ضجة كبيرة بسبب منع طالبة جزائرية ، تخصص علوم إقتصادية ، من إجتياز إمتحان الدورة الربيعية لمجرد إرتدائها لتنورة تلامس الركبة
منع يضع أكثر من علامة إستفهام ،تفاعل معه شباب جزائري بتعاطف كبير مع الطالبة المذكورة عن طريق وضع صور بالتنورة على الفايسبوك بالنسبة للفتيات والسراويل القصيرة بالنسبة للفتيان ، ( منع ) على واقع الحريات الفردية بالجارة الشرقية من جهة ومن جهة يكشف عن عقلية مشرقية مريضة لزالت تفكر بمنطق المرأة الجنس
حالنا في المغرب ليس أفضل من بلاد المليون شهيد ، فخلال هذه الأيام القليلة الماضية ، أحيلت فتاتان مغربيتان على وكيل الملك بدعوى إرتداء ملابس فاضحة مخلة بالحياء العام
حيث دارت النازلة بعد أن حوصرت الشابتان من طرف باعة سلفيين في إحدى الأسواق وتم الإعتداء عليهما معنويا بألفاظ مهينة كنشر الفساد والإنحلال الأخلاقي بسبب ملابس شفافة حسب رأيهم هم
التدخل الهمجي هذا من طرف السلفيين وإلقاء القبض على الشابتان له دلالتان خطيرتان : الدلالة الأولى : حينما يجد الفكر المتطرف الفرصة ، يظهر براثينه وأفكاره المسمومة لإداية مشاعر الناس و التدخل في مجال حرياتهم الفردية الخاصة... وهذا يدق ناقوس الخطر ويؤكد أن الفكر الداعشي متواجد بالمغرب بشكل كبير وينتظر هشاشة الدولة للإنقضاض عليها وتنصيب أنفسهم أولياء على الناس متكلمين بإسم الله
الدلالة الثانية : صورة الدولة تخدش أمام المجتمع الدولي ، ففي الوقت التي ينتظر المواطن المغربي من السلطات حماية حرياته وحقوقه كاملة والعمل على تحسين مستواه المعيشي الإجتماعي وترسيخ قيم الديمقراطية ،يحدث العكس ونرى رفع عصا الأخلاق والطوباوية المزيفة والمسك في مسائل تافهة وهي التضييق على فلسفة ونمط لباس معين لذى المرأة خصوصا.
للأسف هناك عقلية ذكورية وفكر مرتد لزال يسيء للمرأة بشكل يومي ويتمنى حبسها في البيت وتغليفها بلباس أفغاني متعفن كالنقاب والبرقع.
وبالنسبة لي التنورة ( الصاية ) تعكس ذوق كبير وأناقة جمالية للمرأة تنم عن دراية بالموضة وفن تنسيق الملابس النسائية وتعكس الجانب الأنثوي للنساء.
ومن يرى في هذه التنورة إخلالا بالحياء العام ، فإنما يعاني من عقد جنسونفسية تجعله يعاني من سعار إسمه المرأة الجنس ، فعوض إحترام النساء يقلل منهن وينتزع منهن الفكر والذات الواعية.
و هذا ما يخل بالحياء العام ويندى له الجبين : الدخول في حرب بالوكالة ضد اليمن ورهن قرارنا السيادي لدول رجعية كالسعوية
الملايير المهربة للخارج منذ الإستقلال إلى الان ( 12 مليار درهم منذ الستينيات إلى حدود 2010 ) تخلي رئيس الحكومة على صلاحياته الدستورية وقبوله بدور الكومبارس وديمقراطية الواجهة
إقتصاد ريعي ينهب الثروات ويقلص دائرة المستفدين في حدود 10% أو أقل
برجوازية وطنية ، لا يجمعها بالوطن سوى تكوين الثروة وتهريبها للجنات الضريبية الخارجية
مغرب القصور ومغرب البراكات والشقق/الأقفاص التي إقتصاديا لا تتجاوز تكلفتها الإجمالية 6 إلى 8 ملايين سنتيم ، لتباع ب 25 مليون في نهب واضح لروح الديمقراطية ودولة المؤسسات
مغرب بنظام سلطوي مستبد يجمع بين الحكم والإقتصاد .....
هذا ما يشوه الحياء العام وهذا ما يجب على إخواننا السلفيين و الإسلامويين النضال ضده ومحاصرته ، وليس ملاحقة سيقان النساء ومؤخراتهن كما سبق وأن فعل مراهق فكريا نصب نفسه شيخا ومراقبا للأخلاق.
خلاصة القول هذا الفكر والعقلية المتحجرة في شتم النساء ومطاردتهن بمحاكم التفتيش ، يساعد في الإستبداد ويقوي عقلية الإحتكار وإقتصاد الريع الذي أفقر السواد الأعظم من أبناء هذا الوطن العزيز.
فمتى يدرك هؤلاء السلفيون ، مشاركتهم في تدجين الشعب وإستبداد النظام ؟ مبتعدين عن محاكمة التنورة وسيقان النساء ,