ذ. عبد الغني العمراني الزريفي مما عمت به البلوى في مجتمعاتنا الإسلامية ظاهرة الاحتفال بما يسمى عيد رأس السنة الميلادية , مع أن في الإسلام عيدين اثنين لا ثالث لهما وهما عيد الفطر وعيد الأضحى , إن الاحتفال برأس السنة الميلادية تقليد للنصارى في عاداتهم السيئة , وهذا العيد لا أصل له من الدين , وفيه تشبه للنصارى , والنبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على مخالفة اليهود والنصارى , كما أنه حذر من تقليدهم والتشبه بهم ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال : " لتتبعن سنن ما كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " وفي مسند أحمد عن أبي عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من تشبه بقوم فهو منهم" , وللأسف الشديد تجد في هذه الأيام الأخيرة من هذا الشهر كثير من الناس من يتسابق على شراء الحلوى والهدايا إلى غير ذلك من أجل الاحتفال برأس السنة الميلادية و إنني لا أعجب كل العجب للمسلمين الذين يشاركون النصارى في احتفالاتهم , مع أنني لم أجد يهوديا أو نصرانيا يشارك المسلمين في أعيادهم فلم أسمع قط يهوديا أو نصرانيا اشترى كبش في عيد الأضحى لذبحه من أجل مشاركة المسلمين في عيدهم , فأين النخوة والشهامة يا إخواني المسلمين أصبحنا نقلد الغرب في عاداتهم السيئة كالاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية والفتيات تقلدن الغربيات في لباسهن الفاضح زعم منهم أن ذلك يدل على الحداثة والتقدم وتحت شعارات التعايش السلمي والأخوة الإنسانية والنظام العالمي الجديد والعولمة وغيرها من الشعارات البراقة الخادعة , ويا ليتنا كنا نقلد الغرب في ما يعود علينا بالنفع وعلى مجتمعنا من تقدم وتطور في التكنولوجيا وغيرها من الأمور النافعة , فنحن للأسف الشديد تمسكنا بالقشور وتركنا اللب قال تعالى: " لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28 ) " آل عمران. وقال تعالى: " لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ " الممتحنة 13. وقال عز وجل " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ"