أشرف رئيس جامعة القرويين السيد محمد الروكي، اليوم الأربعاء، على تنصيب الدكتور محمد الزوين عميدا جديدا لكلية العلوم الشرعية بمدينة السمارة خلفا للدكتور العربي البوهالي. وأبرز السيد الروكي، في كلمة بالمناسبة، أن إحداث كلية العلوم الشرعية بالسمارة، كفرع جديد من فروع جامعة القرويين، بإذن من أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، يسعى إلى تخريج علماء متمكنين من علوم الشريعة واللغة العربية واللغات الحية العالمية? ومتشبعين بالثوابت الدينية والوطنية وما يتبعها من حفظ الهوية المغربية ومقوماتها الحضارية في ظل مبادئ الإسلام الحنيف القائمة على الوسطية والاعتدال، ومنفتحين على واقعهم الوطني والدولي. وأضاف أن إحداث هذه الكلية يأتي لإحياء الدور الفكري والتاريخي والروحي لمدينة السمارة? وتمكينها من استرجاع إشعاعها العلمي والمعرفي على الصعيدين المحلي والجهوي. وعبر عن أمله في أن تواصل الاجيال، من طلبة واطر إدارية، ومشرفين وأساتذة، العمل من اجل تمكين هذه المؤسسة من تغطية الحاجيات العلمية في أمهات العلوم الشرعية واللغوية والعقلية مع الانفتاح على اللغات والعلوم الأخرى التي تمكن الطلاب من فقه واقعهم والانفتاح عليه والانخراط فيه، و إحياء وتجديد رسالة أصيلة معروفة بالمملكة منذ قرون. وأشاد بالخصال الحميدة التي يتحلى بها العميد الجديد الدكتور محمد الزوين الذي سيتحمل الأمانة ويأخذ المشعل خلفا للدكتور العربي البوهالي. والدكتور محمد الزوين من خريجي دار الحديث الحسنية وشارك في تأطير الطلبة واشرف على العديد من المنشورات والأطروحات وشارك في العديد من الأعمال العلمية والمحاضرات والندوات والتكوينات في المدارس والمؤلفات . ونوه رئيس جامعة القرويين بالجهود التي بذلها العميد السابق السيد العربي البوهالي الذي كان له الفضل في إرساء معالم هذه المؤسسة في ظل مجموعة من الإكراهات. من جهته، ذكر عامل الإقليم السيد محمد سالم الصبتي بالدور الذي تلعبه المملكة المغربية بقيادة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس في الشأن الديني على المستوى القاري. ودعا إلى تضافر الجهود من اجل العمل على بناء المقر الرئيسي لهذه المؤسسة بما يليق بمستوى هذه المعلمة وجعلها حلقة وصل رئيسية بين شمال المملكة وجنوبها، وبين دول جنوب الصحراء والمملكة، ومؤسسة جذب لطلبة الدول الإفريقية. من جانبه، نوه رئيس المجلس الإقليمي بالسمارة السيد محمد سالم لبيهي بإحداث هذه المعلمة العلمية لتكريس مكانة السمارة كحاضرة روحية ومنارة ثقافية للأقاليم الجنوبية للمملكة، واستمرارا لدورها كفضاء للإنتاج المعرفي والفكري، وإحياء صلة الوصل بين الحواضر العلمية بالمملكة وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وفي انتظار تهيئة الظروف الضرورية ومقومات الإعداد الكامل لانطلاقة شاملة لكل التخصصات بهذه الكلية، سواء على مستوى توفير البنيات التحتية كبناء الكلية الجديدة، وتوفير الشروط الضرورية التربوية وكل ما يتعلق بمواكبة هذا الانجاز، تم الاقتصار في المرحلة الأولى على مسلك "الدراسات الشرعية والواقع المعاصر". ويتوزع هذا المسلك، والذي يشمل أمهات العلوم الشرعية واللغوية وما يكملها من علوم التفتح والربط بالواقع والمحيط، على ستة فصول، الأربعة الأولى منها تندرج ضمن الجذع المشترك، فيما سيتمكن الطالب من خلال الفصلين الآخرين من متابعة دراسته في أحد مساري أو تخصصي ، "علوم القران والحديث"، أو "فقه الأموال والمعاملات". وتضم المحتويات التكوينية لهيكلة تخصصات هذه الكلية أربع شعب تهم "القرآن والحديث"، و"الفقه"، و" أصول الفقه وأصول الدين"، و" علوم اللغة العربية"، وكل شعبة تتوزع إلى مسلكين، وكل مسلك يتفرع بعد الجدع المشترك إلى مسارين.