أكد رئيس جامعة القرويين بفاس السيد محمد الروكي، مساء اليوم الجمعة بمكناس، أن البحث العلمي بالمغرب، لاسيما البحث في مجال العلوم الشرعية، عرف نقلة كبيرة، لكنها تكاد تكون "طفرة عددية" من خلال إنجاز مئات البحوث العلمية سنويا في هذا المجال. وأوضح السيد الروكي، في محاضرة حول موضوع "أولويات البحث في العلوم الشرعية" نظمها مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بالمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية لجهة مكناس - تافيلالت، أن ما عرفه البحث العلمي من تغير جذري وطفرة عددية سيشكل "قوة" إذا ما عرف هذا البحث أيضا نقلة وتطورا على المستوى النوعي حتى يكون له أثره البناء بالمجتمع. وبعد أن أبرز أهمية البحث العلمي ومساهمته في الرقي بالمجتمع وتقدمه، استعرض السيد الروكي مختلف أولويات البحث في العلوم الشرعية التي يتعين توفرها في الباحث بغية ترشيد البحث العلمي والتعامل معه والمتمثلة، على الخصوص، في أن يكون للباحث تكوين في اللغة العربية وعلومها، وأن يكون على اضطلاع وتمرس بلغة الفقهاء والعلماء، وأن يكون البحث في العلوم الشرعية على أساس شموليتها وتناسقيتها وارتباط هذا البحث بالواقع واعتماده على فقه المنهج عبر تركيزه على الدقة والوضوح، ونهج دراسة وتحليل علمي في هذا المجال. كما تتمثل هذه الأولويات، يضيف رئيس الجامعة، في اعتماد البحث العلمي على تجديد العلوم وإحيائها، والتمييز بين أمهات العلوم الشرعية وفروعها، وارتكاز البحث أيضا على مواضيع لم يتم البحث فيها بشكل كافي. وخلص إلى ضرورة مراجعة طريقة التعامل مع البحث العلمي بالمغرب، معتبرا أن جزء كبيرا من الطلبة الباحثين أصبحوا في الوقت الراهن ينجزون بحوثهم فقط من أجل نيل الشهادة والولوج إلى سوق الشغل، مما أصبح يؤثر، يضيف السيد الروكي، على جودة البحث العلمي، داعيا، في السياق ذاته، إلى "اعتماد البحث الراشد في العلوم الشرعية والذي ينفع الناس".