وأنا أقلب القنوات الفضائية الأجنبية, إذا بي ألمح مقطعا لفيلم البورنوغرافيا,ذو البصمة القلوشية المتميزة,كان المقطع يمثل الفيلم المغربي المشارك,وبما أن كل دولة تجاهد لتصدير صورة جميلة,فان الزين اللي لمسه المخرج في المناطق التي يحج اليها خلسة وفي غفلة من الأمن والمواطنين الشرفاء,صوره وأخرجه,ووصلت "الفضيحة " اللي بجلاجل إلى العالم اجمع,فهنيئا للمغرب والمغاربة بهذه القفزة النوعية,على الأقل الواحد يتأكد أن الأموال المخصصة للانتاجات السينمائية المغربية التي تأخذ غلابا من أفواه الدراويش قد أفلحت في عكس صورة خلابة لأجمل بلد في العالم,وشدت على عضد رسومات الخليج وأفلام أم الدنيا,و صار الكل يعرف و"لله الحمد" أن البلاد لا يعمرها إلا "الق..." و"الز..." والشواذ جنسيا.. قد يقول قائل بان الإنتاج كان يهدف إلى معالجة مشكل يعاني منه البلد,فأقول أما كان من الأجدى ان تخصص تلك الميزانيات السمينة لتمويل مشاريع تحد من المشكل؟ أما كان من الأفضل أن تعطى ملايين الدراهم تلك لعائشة "الشنا " ومراكز إعادة تأهيل القاصرين,والإصلاحيات؟ أم تراه القلوش الابن قد استمرأ استغلال المعاناة,فقد سبق للصغير وأخته المصون أن تاجرا بمأساة أطفال الشوارع,وفتح الأعين الغافلة على وجودهم,فازدادت المعاناة بدل أن تتقلص,وبفضل فيلم أطفال الشوارع ذاك, هرع الشواذ من مختلف البلدان إلى هذا البلد الذي يفيض بالمؤخرات الغضة,كما صور ذلك خسيس قلوش,وبفضله صار كل أطفال الشوارع, شواذ في نظر المغاربة,فتحولت نظرات الشفقة نحوهم إلى نظرات اتهام وتقزز,وبفضله تعلم الجاهل وفطن الغافل إلى مصطلحات وعبارات كلما نطق بها انهال على الناطق وابل من البصاق واللعن,وهذه هي رده فعل كل مغربي قح ولو كان أعتى "شمكار"..واللي يشكك في كلامي يحاول يتلفظ بالمصطلحات الزينة القلوشية,في الشارع أو في بيته أو في عمله..
وقد يقول قائل بأنها أفلام تعكس الواقع المعاش,فاقر بأنه واقع بحكم أن لكل دولة نقط سوداء ولكل بيت ومهما بلغ جماله وكماله:مرحاض,صحيح انه شيء موجود فعلا ولكنه لا يشكل ظاهرة تكتسح المجتمع المغربي الذي هو بطبعه متحفظ ومتدين,وقد كان أولى ان يتطرق هذا المخرج وغيره لقضايا يعاني منها كل المغربي البسيط,وكان أولى أن يهتم هذا المخرج بتدويل قضايا تخص وحدة التراب الوطني أو الرد على من يتطاول على شرف المرأة المغربية بمناسبة وبغير مناسبة,لكن المسكين لم يرى من زين بلده إلا العلب الليلية المشبوهة والمنبوذة و التي يعتكف فيها هو ووالده الكريم..فأنى لمن يعيش في الحفر والمجاري أن يصف الزين الذي تزخربه القمم..