أكد المغرب، اليوم الثلاثاء بهلسنكي، التزامه الثابت والدائم للمساهمة في جهود مختلف الشركاء في المبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي. وأكد مدير الأممالمتحدة والمنظمات الدولية في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، السيد عز الدين فرحان، خلال الاجتماع التاسع لمجموعة العمل حول "الاستجابة ومعالجة الحوادث الإشعاعية والنووية" للمبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي (16 و17 يونيو الجاري بهلسنكي)، أن المملكة، التي تعد فاعلا أساسيا وعضوا مؤسسا للمجموعة، تجدد تأكيد عزمها على مواصلة العمل مع شركاء المبادرة، وفقا للرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله. وأشار السيد فرحان، في هذا الصدد، إلى أن المغرب، بصفته رئيسا للمجموعة، شرع في وضع ورقة توجيهية في هذا المجال، وذلك بناء على ملاحظات ووجهات نظر الشركاء. وأبرز السيد فرحان، الذي يقود وفدا مغربيا هاما يمثل مختلف الإدارات المدنية والأمنية المشاركة في هذا الاجتماع السياسي رفيع المستوى، أن هذه الوثيقة، المعنونة ب"أساسيات لإحداث والتوفر على إطار للاستجابة للأمن النووي: دليل الممارسات الجيدة"، تتضمن ثلاثة فصول تهم الاستعداد، والاستجابة والتخفيف من حدتها، وكذا ثلاث دراسات للحالة. وأشار، في هذا السياق، إلى التدريب الدولي "كونفيكس 3"، الذي يطلق عليه اسم "باب المغرب" الذي نظم بشكل مشترك من قبل المغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية سنة 2013، لمحاكاة الاستجابة والتخفيف من "الاتجار غير المشروع بالمواد النووية والإشعاعية"، مضيفا أن نتائج هذه التداريب تعد جزءا من الوثيقة التي ستتم المصادقة عليها خلال هذا الاجتماع. وفي هذا السياق، أشار إلى التدريب الجاري، والذي يحمل اسم "بوابة لإفريقيا"، والمنظم بشكل مشترك من قبل المغرب وإسبانيا بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية، لمحاكاة الرد على فعل معادي يدرج أمن النقل باستخدام المواد المشعة. وأكد أن تداريب من هذا القبيل تهدف إلى تقييم وتحسين القدرات الوطنية في مجال التنسيق والتشاور، وإدارة الأزمات وتنظيم الاستجابة بغية مواجهة حالات الطوارئ الإشعاعية الناجمة عن فعل إجرامي أو إرهابي. من جهة أخرى، أكد السيد فرحان أن المملكة مقتنعة بأن الاستراتيجية الجديدة للمبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي، التي نوقشت خلال اجتماع لمجموعة العمل للتقييم والتنفيذ في فبراير الماضي بالرباط، ستعطي دفعة جديدة للتطبيق الكامل للمبادئ الأساسية للمبادرة، بغية تعزيز المقاربة الناجعة والمتعددة التخصصات في تناسق بين جميع مجالات العمل. وأبرز، في هذا السياق، نجاح تدريب المحاكاة ويسمى "أطلس الأسد"، الذي نظم في اجتماع الرباط، والذي يعد "أول تدريب عرضي" من نوعه، معتبرا أن الأمر يتعلق بفرصة لتكوين معرفة عميقة من الناحية التطبيقية والعملية، وربط العلاقات بين الأطراف المعنية من أجل تقييم عملية صنع القرار وتأثيراته على الاستجابة السريعة لتهديد إرهابي نووي. ويعرف هذا الاجتماع السياسي رفيع المستوى مشاركة 200 شخص يمثلون 85 بلدا شريكا في المجموعة، من ضمنهم خبراء في مجال الوقاية والكشف والاستجابة للآثار الإشعاعية والنووية، وكذا منظمات دولية ملاحظة (الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المنظمة الدولية للشرطة الجنائية، والاتحاد الأوروبي، ومكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة). ويترأس المغرب، منذ اجتماع ديجيون في كوريا الجنوبية في 2011، مجموعة العمل حول "الاستجابة ومعالجة الحوادث الإشعاعية والنووية" للمبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي، ويشارك بشكل نشيط في ورش العمل والتدريب لهذه المبادرة. يذكر أن المجموعة، التي عقدت أول اجتماع لها في سنة 2006 بالرباط، تشكل تحالفا دوليا برئاسة مشتركة بين الولاياتالمتحدة وروسيا. ويهدف إلى تعزيز الشراكة والقدرات الوطنية والدولية لمحاربة التهديدات المتعلقة بالإرهاب النووي ومنع حيازة المجموعات الإرهابية للمواد النووية والمشعة.