أكد وزير الصحة والرعاية الاجتماعية الغابوني، السيد جان بيير أوييبا، اليوم الاثنين بليبروفيل، أن استراتيجية الاستثمار البشري للغابون، تحتاج، من أجل ضمان نجاحها، إلى الاستلهام من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال، على الخصوص، الشراكة التي تم إرساؤها عبر الاتفاق/الإطار للتعاون بين البلدين، الموقع في شهر دجنبر 2014. وأبرز السيد أوييبا، في كلمة ألقاها أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفخامة رئيس جمهورية الغابون السيد علي بونغو أونديمبا، بمناسبة تقديم التعاون المغربي الغابوني في مجال التنمية البشرية، أن الشراكة المغربية الغابونية في مجال التنمية البشرية عرفت تطورا عبر مراحل. وفي هذا السياق، ذكر السيد أوييبا أن وزير الداخلية المغربي سبق أن قدم في شهر مارس 2014 لرئيس الجمهورية الغابوني فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومرتكزاتها، مشيرا إلى أن وفدا مغربيا شارك في المناظرة الاجتماعية بالغابون التي نظمت يومي 25 و26 أبريل 2014. وحسب السيد أوييبا فإن آخر مرحلة في هذا المسلسل للشراكة تتمثل في التوقيع في 22 دجنبر 2014 بليبروفيل على الاتفاق/الإطار للتعاون في مجال التنمية والاستثمار البشري من طرف وزير الداخلية المغربي ووزير الصحة والرعاية الاجتماعية الغابوني. وقال إن هذا الاتفاق/الإطار يهم تنظيم دورات تكوينية وتبادل الخبرات في ميادين الحكامة والشراكة والمتابعة وتقييم المشاريع، وتركيب المشاريع وتعزيز دينامية النسيج الجمعوي. وبخصوص مخطط العمل بالنسبة لعام 2015، أبرز الوزير الغابوني أن هذا المخطط يتضمن ستة أنشطة رئيسية، من قبيل تعزيز قدرات الفاعلين المعنيين من قبل استراتيجية الاستثمار البشري للغابون، وتأطير ومواكبة الجمعيات والتعاونيات الحاملة للمشاريع، والتكفل بالمسنين والأشخاص في حالة إعاقة، وتحسين عرض علاجات القرب لفائدة الساكنة المعوزة، ودعم إحداث نظام التتبع والمراقبة للمشاريع. وبعد أن ذكر بالزيارة التي قام بها وفد غابوني للمغرب من 29 مارس إلى 4 أبريل 2015، أشار السيد أوييبا إلى أن النتائج الملموسة الأولى لهذا الاتفاق/الإطار المتعلق بالشراكة، على مستوى الغابون، يهم، من جهة، إعداد اتفاقيتين تتعلقان بالمواكبة من أجل إحداث مراكز التكفل وإدماج الأطفال التوحديين، وذوي التثلث الصبغي على صعيد جماعات أكوندا، ولامباريني، وبورط جونتي، وماكوكو، وكذا مواكبة إنشاء مراكز لتصفية الدم، بجماعات فرانس فيل، ومويلا، وبورط جونتي وأوييم. وأشار، من جانب آخر، إلى أن وفدا مغربيا يتكون من أطر بوزارة الداخلية أشرف، من 27 مارس الماضي إلى 3 يونيو الجاري، على تنشيط ثلاث ورشات تكوينية لفائدة أعضاء اللجنة التقنية الوطنية واللجان التقنية الإقليمية لاستراتيجية الاستثمار البشري للغابون، وكذا مسؤولي الشبابيك الوحيدة للصندوق الوطني للدعم الاجتماعي. وفي ما يتعلق بالآفاق، أشار الوزير الغابوني إلى أنه تمت، إلى غاية نهاية شهر دجنبر 2015، برمجة ثلاثة أنشطة، خاصة ما يهم تكوين مستخدمي مراكز تصفية الدم ومراكز التكفل بالأطفال التوحديين وذوي التثلث الصبغي، سواء بالمغرب أو بالغابون، وبعثة تتبع ومواكبة المشاريع التي تم إطلاقها بالغابون، وكذا تدشين مركزين ببورط جونتي وفرانس فيل، ومركز التكفل بالأطفال التوحديين وذوي التثلث الصبغي بأكوندا. وحرص السيد أوييبا، بهذه المناسبة، على التذكير بأن استراتيجية الاستثمار البشري، التي تمثل اليوم "إطارا مرجعيا يستند إلى قواعد الحكامة"، ترتكز على أربعة محاور متكاملة تتعلق بحماية الفئات المعوزة عبر مسالك اجتماعية ومبادرات تضامنية، وتنمية الأنشطة المدرة للدخل، لتمكين الأشخاص القادرين على العمل من تطوير قدراتهم الاقتصادية الذاتية، وكذا إطلاق الخدمات العامة الشاملة، وضمان الحد الأدنى من الرعاية الاجتماعية لفائدة الساكنة في وضعية هشاشة.