يحتضن بيت الصحافة بمدينة طنجة، منذ أمس الخميس، أشغال اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب والفعاليات المرافقة له، بمشاركة مجموعة من الكتاب والمثقفين والأدباء من المغرب ودول عربية أخرى. وقال عبد الرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب، بالمناسبة، إن هذا الاجتماع، الذي يندرج في إطار الدينامية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعرفها المغرب، هو تتويج للمسار الغني للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ولرجالات الأدب وتكريم خاص لعمق الثقافة العربية والإبداع العربي. وأضاف أن هذا اللقاء، الذي تحتضنه طنجة بحضور الوفود العربية، لحظة تاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، مؤكدا أن الاتحاد ظل على الدوام وفيا لمبادئه ومواقفه في ظل التحولات التي شهدها العالم العربي. واعتبر العلام أن الاحتفاء بسنة 2015 سنة للثقافة المغربية يندرج في سياق حركية إصلاحية لافتة جعلت من المغرب قبلة ثقافية، مشيرا إلى أن اجتماع الأدباء العرب بطنجة حمل اسم دورة القدس اعتبارا لقضية فلسطين كبعد إنساني وتضامني. وشدد العلام على أن هذا اللقاء هو أيضا فرصة سانحة للمثقفين والمفكرين والكتاب العرب لمناقشة قضايا الثقافة العربية والفكر الراهنة والحقوق الثقافية في العالم العربي وسبل تعزيز دور المثقفين في تنمية الشعوب. من جهته، أعرب رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب محمد سلماوي عن سعادته لعقد هذا اللقاء في المغرب، "واحة الاستقرار" التي استطاعت أن تعبر من مرحلة "الربيع العربي" وتحمي استقرارها، مبرزا دور الأدباء العرب ك"عنوان الوحدة العربية وقوتها الناعمة"، في الدفاع عن الهوية وحرية التعبير وحرية المواطن. وأبرز، بالمناسبة، دور المفكر والكاتب والمثقف العربي في تكريس المشاركة النشطة للكاتب والأديب في المجتمع وتعزيز العملية الديمقراطية في البلدان العربية، مشيدا بالإصلاحات التي قام بها المغرب للدفاع عن الحقوق والحريات ودعم الوضع الاعتباري للكتاب والمثقفين المغاربة. وأشار إلى أن هذا الاجتماع، الذي سيختتم يوم غد السبت، سيلامس موقف الكتاب والمثقفين والأدباء من الوضع السياسي العربي الحالي، ومسألة الحقوق والحريات في العالم العربي، مشيرا إلى أن لقاء طنجة سيعمل على إعداد تقرير مفصل عن وضعية الإبداع الأدبي في العالم العربي. وأكد رئيس بيت الصحافة بطنجة والكاتب العام لاتحاد كتاب المغرب سعيد كوبريت، بالمناسبة، أن لقاء طنجة للاتحاد العام لأدباء والكتاب العرب هو فضاء لإنضاج شروط الحوار الجاد ورعاية الفكر الذي يقبل الاختلاف، معتبرا أن الثقافة هي الملاذ الوحيد في زمن الاستحواذ والتطرف، بهدف رسم ملامح أكثر لمعانا، عبر خلق مشتل للأفكار والانتصار للمثل العليا والعدالة الاجتماعية. من جهته، دعا عمدة مدينة طنجة فؤاد العماري إلى بذل المزيد من الجهود لإبلاغ صوت المثقفين والمحافظة على المكاسب التي تحققت من حيث حرية التعبير والإبداع، وفي نفس الوقت منح الفرصة للكاتب العربي للاضطلاع بدوره في النهوض بالتنمية العلمية والثقافية بالدول العربية والمساهمة في دعم الحقوق والديمقراطية الحقة. وشهد حفل الافتتاح تنظيم حفل فني وتقديم مقطوعات موسيقية لفرقة عود الرمل، وكذا عرض شريط عن أنشطة اتحاد كتاب المغرب على امتداد ثلاث سنوات، كما جرى، بالمناسبة، تكريم كل من محمد سلماوي من مصر، ومحمد العريمي من عمان، والكاتبين المغربيين عبد الجليل الوزاني وزكريا أبو ماريا، والشاعرين الفلسطينيين خالد أبو خالد وسامي شريف ماها ورئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين مراد السوداني.