أكد المشاركون في لقاء تواصلي، أمس الخميس بالقنيطرة، على أهمية قطاعات السكنى والتعمير وإعداد التراب الجهوي، في تحقيق تنمية مجالية مندمجة. وأبرز المشاركون في اللقاء، الذي نظمته ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن في موضوع "التنمية المجالية في خدمة الحكامة الترابية"، أن التدبير الأمثل لهذه القطاعات يساهم في استقطاب الاستثمارات العمومية والخاصة، وخلق مناصب الشغل وتحقيق التنمية في مختلف أبعادها الاجتماعية والثقافية والعمرانية والبيئية. وبهذه المناسبة، شددت السيدة زينب العدوي والي جهة الغرب الشراردة بني احسن وعامل اقليمالقنيطرة أن تحقيق رهان التنمية يتطلب رفع عدة تحديات تهم بالخصوص جعل التعمير وإعداد التراب الجهوي أداتين لخلق مجالات تنافسية قادرة على استقطاب مختلف الاستثمارات، ومتوفرة على آليات فعالة للتسويق والتعريف بمؤهلاتها المجالية. كما أبرزت أن التحدي الثاني يشمل العمل على إعداد ضوابط تعميرية حديثة تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات التي طرأت على مختلف استعمالات الأرض وعلى متطلبات الأنشطة الاقتصادية والسكنية والترفيهية والتواصلية، بعيدا عن تعمير نمطي يلغي الخصوصية المجالية والهوية المحلية، مضيفة أن التحدي الثالث يهم العمل على إنجاح البرامج السكنية الحالية وبرامج التأهيل الحضري المتعثرة أحيانا، وذلك من أجل ضمان فضاءات سكنية كريمة لمختلف الفئات الاجتماعية والتغلب على آفة السكن غير اللائق الذي يمس المشهد الحضري والمعماري. وأكدت السيدة العدوي أن التحدي الرابع يتعلق بالعمل بمبادئ الحكامة الترابية الجيدة والتنمية المستدامة بما يضمن الاستعمال الأمثل للموارد ويحفظ للأجيال المقبلة حقها في الاستجابة لحاجياتها الحيوية. وأبرزت والي الجهة أن تنظيم هذا اللقاء يندرج في سياق متميز بالنسبة لجهة الغرب الشراردة بني احسن عموما واقليمالقنيطرة بشكل خاص، موضحة أن عدة مناطق من الإقليم شهدت تحولات ديموغرافية واقتصادية ومجالية عميقة في السنوات الأخيرة. وأشارت في هذا الخصوص إلى إنجاز وبرمجة مشاريع هيكلية ضخمة ذات إشعاع وطني كالمحطة الصناعية المندمجة لأولاد بورحمة ومشروع محطة معالجة المياه العادمة ومشروع الخط السككي فائق السرعة ومشروع المحطة السياحية لمهدية ومولاي بوسلهام ومشروع الميناء الأطلسي، مؤكدة أن هذه التحولات تدل على تنافسية هذا المجال وقدرته الإستقطابية للاستثمارات العمومية والخصوصية ذات المردودية العالية. وشددت السيدة العدوي، على حرصها منذ توليها مسؤولية إدارة ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن على العمل وفق مقاربة تشاورية وتشاركية مع الفاعلين الجهويين والمحليين من أجل وضع اللبنات الأساسية لإرساء نظرة تنموية مندمجة للمجال الجهوي والإقليمي ترجمت على أرض الواقع بإعطاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقة العمل بالمخطط الاستراتيجي للتنمية المندمجة والمستدامة لإقليم القنيطرة (2015- 2020 )الذي خصص له غلاف مالي يقدر بثمانية ملايير و321 مليون درهم. وأبرزت أنه سيتم العمل على بلورة مخططات تنموية مثيلة لكل من إقليمي سيدي قاسم وسيدي سليمان. وأكدت أن هذا المخطط أعد وفق رؤية تنبني على التشاور والشراكة وانخراط كافة الفاعلين المعنيين بتدبير الشأن التنموي وفق منظور أفقي يتوخى اندماج وانسجام التدخلات العمومية خدمة لحكامة ترابية. وتميز هذا اللقاء التواصلي، الذي حضره ممثلو السلطات المحلية بالجهة والمصالح الإدارية اللاممركزة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، بتقديم عروض حول إعداد التراب في موضوع "التنمية المجالية في صلب سياسة إعداد التراب الوطني"، وحول قطاع التعمير بعنوان "التعمير رافعة التنمية بالجهة"، وحول قطاع السكنى وسياسة المدينة في موضوع "المشاريع السكنية الكبرى في خدمة ساكنة الجهة: الحصيلة وبرنامج العمل".