أجمع كل من امحند العنصر، وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، وزينب العدوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، في لقاء، عقد، أول أمس، بمقر الولاية بالقنيطرة، بمناسبة الاحتفاء بذكرى مائوية التعمير لمدينة القنيطرة، على ضرورة توحيد الجهود والرؤى، والتنسيق بين كافة الفعاليات، بهدف التصدي لكل الاختلالات التي تعيق التطور التنظيمي السليم للمجال الحضري لعاصمة الغرب. ورسم العنصر والعدوي، في مداخلتهما في هذا اللقاء، الذي شارك فيه أيضا منتخبون وباحثون مختصون وجمعويون، بدعوة من الوكالة الحضرية القنيطرةسيدي قاسم، المعالم الكبرى ل»قنيطرة الغد» القادرة على ضبط التطورات المتسارعة التي يعرفها مجالها الحضري وفق المقتضيات الحالية لقانون التعمير، وشددا على ضرورة رصد كل المتغيرات والظواهر المرتبطة بدينامية البناء والسكن، وتحيين جميع المعطيات الخاصة بهذا المجال، في أفق الإعلان عن استراتيجية واضحة الأهداف، تدفع في اتجاه تنظيم المشهد الحضري والعمراني ووضعه في خدمة التنمية المستدامة للمدينة. وقال وزير التعمير وإعداد التراب الوطني إن اختيار مدينة القنيطرة للمشاركة في الأنشطة المخلدة للذكرى المائوية لصدور أول قانون للتعمير بالمملكة، لم يكن بمحض الصدفة، بل له دلالات خاصة، باعتبار أن القنيطرة نموذج للمدن الحديثة التي أنشأت وتطورت في ظل المنظومة السائدة خلال القرن المنصرم، وهو ما يسمح، في نظره، بتقييم السياسات والممارسات العمومية في ميدان التعمير والإنتاج المعماري خلال هذه الفترة. وأشار المتحدث نفسه، إلى أن الموقع الجغرافي المتميز للمدينة، ومؤهلاتها الطبيعية والاقتصادية، يشكل عاملا رئيسيا يمكن القنيطرة من التطور إلى حاضرة كبرى، ومن لعب دور محوري في التنمية الحضرية على المستويين الجهوي والوطني، من خلال إعداد استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية المحلية لمواجهة كل التحديات التي تنتظر المدينة ومجالها الترابي. من جهتها، أشادت زينب العدوي، والي جهة الغرب، بالمشاريع الهيكلية الاستراتيجية التي تعرفها المدينة، وقالت، إن هذه التحولات دليل على عافية المجال وقدرته الاستقطابية للاستثمارات العمومية والخصوصية ذات الجودة العالية، مشيرة إلى حرص ولاية الجهة على وضع اللبنات الأساسية لإرساء نظرة تنموية لمجال جهوي قاطرته القنيطرة. وأبدت العدوي، حرصها على التنسيق مع جميع الفاعلين الجهويين والمحليين ونهج سياسة القرب في التعاطي مع كل القضايا التي تهم المواطن، لوضع مخطط يروم دعم الدينامية التي يشهدها هذا المجال، وخلق قطب حضري متوازن يرتكز على قاعدة اقتصادية متنوعة وواعدة وعلى تجهيزات وبنيات تحتية قوية، تمكن مدينة القنيطرة من الارتقاء إلى مصاف الأقطاب التنموية الأكثر تنافسية على المستوى الوطني. وقالت الوالي، إن هذه النظرة التنموية المنشودة، لا يمكن أن تحقق أهدافها إلا ضمن مجال منظم ومخطط له، مؤكدة في هذا السياق أهمية التعمير كأداة لتهيئة المجالات الحضرية والقروية في إطار متناسق ومتماسك ومتضامن يحفظ لكل المكونات المجالية وظيفتها وخصوصيتها.