أصدرت الوكالة الفرنسية للوقاية الصحية والمنتوجات الغذائية، المعروفة اختصارا في الوسط الطبي الفرنسي باسم "لافسابس"، نشرة تحذيرية من الاستعمال الخاطئ لدواء "الكولشسين"، بعدم أخذ جرعات زائدة منه، لتفادي مضاعفاته الصحية. وورد في نشرة الوكالة الفرنسية مجموعة من النصائح الموجهة إلى الأطباء باستحضار مختلف الأعراض الجانبية للدواء، ومراجعة الدليل الخاص بمجموع المعلومات حول الأدوية الطبية، قبل وصفها للمريض. وذكرت الوكالة أنه من واجب الأطباء الانتباه إلى أن الأشخاص المسنين، والمصابين بقصور كلوي أو كبدي، هم الفئة الأكثر تعرضا للإصابة بالأعراض الجانبية للدواء. ويعتبر دواء "الكولشسين" فعالا لعلاج العديد من أمرض المناعة الذاتية، مثل داء "بهجت"، خاصة النوع الذي يمس العين، كما يوصف لمشاكل المفاصل، سيما داء النقرس، المعروف بالفرنسية باسم la goutte))، وللتغلب على الألم والالتهابات المرتبطة بالبروتيين. ومن التوصيات المدرجة في نشرة "لافسابس"، خفض المقادير المستعملة من الدواء، أو وقف استعماله، شريطة استشارة الطبيب، خاصة في حالات مباغثة المريض بالإسهال الحاد أو التقيؤ الشديد، الذي قد يكون علامة على أخذ جرعات زائدة من الدواء. ومن التوصيات، أيضا، تجنب أخذ الدواء مع أدوية أخرى، مثل المضادات الحيوية من نوعية "الماكروليد". ونبهت الوكالة مجموع المرضى لإخبار الطبيب حول مختلف المضاعفات الجانبية، قبل إقدام الطبيب على وصف الدواء من جديد، كما دعت الصيادلة للتأكد من غياب عوامل الخطر والتعرض لمضاعفات جانبية لدى المرضى، للمساهمة في تقليل تعرضهم لأي مضاعفات جانبية. ولمعرفة مدى مسايرة الأطباء المغاربة لما هو وارد في نشرة "لافسابس"، قال سمير بطال، اختصاصي في الطب الباطني، في تصريح ل"المغربية"، إن "الكولشسين يعد من الأدوية الفعالة لعلاج المرضى، سيما منهم المصابة بداء "بهجت"، إذ يساعدهم على استمرار حاسة البصر لديهم وعدم فقدانها بسبب المرض"، موضحا أنه لا بديل عن هذا الدواء لحدد الآن، وأن الأطباء متحكمون في مضاعفاته من خلال مراقبة المرضى. وأضاف بطال أن "جميع الأدوية لها مضاعفات جانبية، ولذلك وجب على المريض التقيد بنصائح الطبيب، وعدم تجاوز الجرعات الموصوفة، ومراجعة الطبيب كلما تحسس أعراضا جانبية"، مبينا أن مضاعفاته أقل، نسبيا، من النتائج الإيجابية التي يجنيها المريض من العلاج بواسطته. وأشار إلى أن من بين المضاعفات الجانبية، التأثير على وظيفة الكبد، وأن الطبيب يتحكم فيها من خلال المراقبة الدورية والمنتظمة للمريض عبر إجراء التحاليل البيولوجية، التي تسمح للطبيب بتوصية المريض بوقف استعمال الدواء إلى حين استقرار حالته الصحية، بينما قلل من أعراضه الجانبية المرتبطة بخفض الخصوبة لدى الرجال، استنادا إلى أن 99 في المائة من الرجال المعالجين بواسطته ينجبون.