لم أجد طريقا سهلا يريحني مما أنا واقعة فيه.. فأنا امرأة متزوجة، قاربت ال45 من عمري، تزوجت رجلا حنونا خلوقا، متصدقا، عطوفا على الفقراء والمساكين لايترك صغيرا محتاجا، وكبيرا طاعنا في السن إلا أعانه. رزقنا بأولاد هم ثمرة حياتنا في الدنيا.. قبل أن يخرج زوجي من بيته يقبلهم جميعا ولا يهدأ باله حتى يرى الابتسامة على وجوهنا جميعا.. لم يبخل علينا مرة بشيء نطلبه منه إلا ولباه لنا.. بل إنه يزكي ماله في عاشوراء من كل عام بأكثر من ربع العشر، وحينما يقال له أنه نصاب الزكاة شرعا أن تخرج ربع العشر من مالك إذا حال عليه الحول وبلغ النصاب، فيرد عليهم أن الخير ليس له حد، وما نقص مالي إذا زدت عن ربع العشر. وتراه إذا حضر رمضان، يركب سيارته، ويطوف على البيوت التي يرى أهلها فقراء ويحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، لا يمدون أيدهم إلى الناس.. أما زكاة عيد الفطر فيفضل أن يعطيها مالا لأنه يعتقد أن الفقير أو المسكين إذا أعطي مالا عرف ما يفعل به وفيما يصرفه. أذكر أنه في عيد الأضحى المنصرم جاءته عجوز تمشي على استحياء وفي يدها برقية تنذرها بآخر إنذار إذا لم تسدد دينها، فستسحب منها الشقة.. بيدين مرتجفتين، صعّدت بصرها إلى وجه زوجي وهي تقول لا أريد أن أضحي وأشتري كبشا، ما أوده منك أن تعينني لأسدد ديني، حتى لا أطرد من مسكني. رد زوجي.. يا الحاجة.. لا تخافي. ومسك من يدها الورقة وأعطاها صكا يقضي عنها الدين.. ويؤمن إيجارها لسنة أخرى.. إخواني القراء.. ليس المقام هنا لذكر خصال زوجي بل إن مشكلته في الصلاة.. لا يصلي إلا يوم الجمعة، ومرة يتركها نهائيا.. حاولت معه مرارا أن نصلي جماعة في البيت، مما فعل ذلك إلا أياما ولياليَ فقط ما يؤرقني.. فما عساني زن أعمل الآن وهل حقا زوجي انتهى لأنه يتكاسل في أداء الصلاة، والله أني لا أنام لا في الليل ولا في النهار أدركوني.. ماذ أفعل؟