أثار رواق المغرب بالمعرض الدولي بميلانو (إكسبو 2015)، الذي أقيم على شكل قصبة، إعجاب الزوار الأجانب وشكل فخرا للمغاربة وطموحا غير محدود للمنظمين، وهو يترجم بنجاعة موضوع "تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة". وتعد هذه القصبة بناء جذابا، ليس فقط على مستوى مهارة البناء التي تحيل على تراث ثقافي عريق، استطاعت المملكة أن تحافظ عليه بغيرة في حوض المتوسط، بل من خلال مضمونه والرسالة التي يتطلع الجناح المغربي لنقلها. وتتيح هذه القصبة التي شيدت بهذا المعرض العالمي، التجول في المغرب في وقت وجيز لاكتشاف ثرواته الطبيعية وتقاليده وثقافته وفن مطبخه. وخلال هذه الرحلة يمكن للزائر استكشاف غنى الإنتاج والتحكم في الموارد المائية والآليات التي تم وضعها للحفاظ على البيئة وتحسين مستوى عيش الساكنة القروية، إنها باختصار رحلة في انسجام تام مع الموضوع الرئيسي للمعرض. وقال سفير المغرب في إيطاليا، السيد حسن أبو أيوب، إن رواق المغرب يعتبر " مزيجا ناجحا للأصالة والمعاصرة" ويقدم " بلدا في تنوعه وغناه الثقافي، بلد عصري بشكل أصيل". وأكد الدبلوماسي المغربي أن "هناك اتفاق على أن رواق المغرب يعد جزءا من الفئة الأولى لأفضل الأروقة في هذا المعرض العالمي، وهذا على الأقل رأي السلطات المكلفة بالمعرض وسفراء آخرين من البلدان المشاركة". ويتعلق الأمر في الواقع ببناء إيكولوجي ينقل عدة رسائل دون حاجة لخطاب أو لافتات لتوضيح من هو المغرب. فالزائر أيا كانت جنسيته سيعرف المملكة وغناها الثقافي وديناميتها وتطلعاتها. وأبرز السيد أبو أيوب أنه "واثق جدا" بأن هذه المبادرة تعد إسهاما فاعلا في المشروع الكبير الرامي إلى تغيير تصور الآخرين عن بلدنا" حيث يظهر جليا أن المغرب نموذج فاعل في الإجابة على التحدي الكبير للأمن الغذائي ويشير بعناية كبيرة وبصدق إسهام المغرب في هدف قابلية الدعم " وهي مقاربة تشكل أحد أهداف مخطط المغرب الأخضر". وأعرب عن قناعته بأن رواق المغرب سيكون أحد أنجح العروض في معرض ميلانو الدولي، معتبرا أن الثقافة الغذائية للمملكة المعروفة بجودتها في العالم، من شأنها أن تعطي " صورة جديدة أكثر قوة وأكثر حداثة " للهوية المغربية. وفي ما يتعلق بجانب التنشيط، تطرقت المسؤولة عن رواق المغرب السيدة فاطمة الزهراء عمور للتظاهرات المبرمجة خلال اليوم المخصص للمغرب، (23 ماي) والتي ستشكل فرصة للتعريف أكثر بمنتوجات المغرب وثقافته. وبعد أن أوضحت أنه بالإضافة إلى الجانب المتعلق بالجمهور، أشارت السيدة فاطمة الزهراء عمور في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن جانب الأعمال يكتسي أهمية كبيرة في برنامج الرواق، حيث ابرزت أنه " من المهم جدا الاستفادة من ستة أشهر من العرض لتمكين المقاولات المغربية من نسج شراكات في المجال الفلاحي" مذكرة بأن المعرض أحدث أرضية تمكن المقاولات من التسجيل الإلكتروني حسب أنشطتها واهتماماتها. وذكرت أنه تمت تهيئة فضاء في القصبة لتنظيم بعض الأنشطة بطاقة استقبال ما بين 50 و 100 شخص، معتبرة أن من بين 20 مليون زائر متوقع خلال ستة أشهر، يرتقب أن يجلب رواق المغرب حوالي مليوني زائر أي بمعدل 10 آلاف زيارة في اليوم. وأشارت إلى أنه سيتم عرض أفلام خلال اليوم المخصص للمغرب لتقديم المنتوجات المغربية (4 إلى 5 منتوجات لكل منطقة). وبعد أن ذكرت بأن موضوع المعرض يحاول تقديم عناصر الإجابة على سؤال "هل يمكن تأمين تغذية كافية جيدة وسليمة ومستدامة للبشرية بأكملها¿، أوضحت السيدة عمور أن المغرب طرح على نفسه هذا السؤال منذ سبع سنوات عندما أطلق مخطط المغرب الأخضر بهدف تحسين الأنماط الفلاحية وضمان الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء بالنسبة للمغاربة.