شيعت ظهر اليوم الجمعة، بمقبرة الشهداء بالرباط، جنازة الراحل إدريس باموس، الرئيس الأسبق للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والعميد الأسبق للمنتخب الوطني المغربي الذي انتقل إلى عفو الله مساء أمس الخميس بعد مرض عضال، عن عمر ناهز 73 سنة. وبعد إقامة صلاة الجمعة والجنازة على الفقيد بمسجد الشهداء، شيع الجثمان في موكب مهيب عرف حضور عدد كبير من رموز عالم كرة القدم المغربية. وخيمت أجواء الحزن على مشهد الجنازة، التي حضرها على الخصوص الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، قائد الدرك الملكي، ورئيس الجامعة الملكية المغربية الاسبق ورئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، والجنرال دوديفيزيون ميمون المنصوري قائد الحرس الملكي، وعدد من كبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، وبعض أعضاء اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية ورئيس وعدد من أعضاء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، بين أوساط أقارب وزملاء وأصدقاء الراحل ورفاقه في مسيرته الرياضية الحافلة. وبهذه المناسبة، رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يشمله بمغفرته ورضوانه وبأن يجعل مثواه فسيح جنانه ويتقبله في زمرة الأنبياء والشهداء والصالحين. كما توجه الحضور بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. وكان الراحل إدريس باموس، الذي ازداد يوم 15 دجنبر 1942 بمدينة برشيد، عميدا للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس العالم سنة 1970 بالمكسيك، كما ترأس الجامعة الملكية المغربية للعبة ما بين 1986 و1992. وقاد باموس فريق الجيش الملكي في إحدى أزهى فتراته (1961 و1975) وتوج معه بلقب البطولة الوطنية سبع مرات (1961 و1962 و1963 و1964 و1967 و1968 و1970) وكأس العرش مرة واحدة (1971)، كما خاض معه منافسات كأس محمد الخامس سبع مرات. وحمل المرحوم شارة العمادة بالفريق العسكري إلى غاية اعتزاله سنة 1975، كما سطع نجمه مع المنتخب الوطني حيث كان من بين أبرز اللاعبين الذين تألقوا في صفوف "أسود الأطلس" خلال نهائيات كأس العالم بالمكسيك. وقبل ذلك شارك الراحل مع المنتخب الوطني في أولمبياد طوكيو 1964. وبعد اعتزاله تولى الراحل الإدارة التقنية لفريق الجيش الملكي، ورئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ما بين 1986 و1992 وهي الفترة الذهبية التي بلغ فيها المنتخب الوطني الدور الثاني من منافسات كأس العالم 1986 التي أقيمت بالمكسيك، ونصف نهاية كأس إفريقيا للأمم التي نظمت بالمغرب سنة 1988. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال حميد الهزاز حارس المرمى الأسبق للمنتخب الوطني والذي جايل ادريس باموس إن "المرحوم كان إنسانا دمثا وأصيلا، وذا أخلاق عالية، وكان ذا شخصية قوية ويتوفر على مهارات فنية وتقنية عالية، وبالإضافة إلى حمله شارة العميد سواء في الفريق العسكري أو مع المنتخب الوطني حيث كان قائدا محنكا وموجها ومرشدا داخل رقعة الميدان و خارجه". وفي تصريح مماثل أشاد الكولونيل أحمد العقاري المدير السابق للمركز الرياضي للقوات المسلحة الملكية بأخلاق وخصال المرحوم " الذي كان مخلصا لوطنه ولمهامه ولفريقه الذي تألق معه بشكل ملفت وكان ماثلا يحتذى به في الانضباط داخل الميدان وخارجه". أما سعيد بلخياط، عضو جامعي سابق، والمستشار الحالي لرئيس الجامعة، فقد أبرز أن الساحة الوطنية فقدت في شخص ادريس باموس " انسانا ومسيرا محنكا، وكان يتصف بالأخلاق الحميدة ومحبوبا من طرف الجميع، مسيرين وحكام ومدربين ولاعبين وكانت الابتسامة لا تفارق شفتيه ". ومن جانبه قال محمد الكرتيلي عضو جامعي سابق في عهد ادريس باموس إنه بدأ مسيرته الجامعية مع المرحوم الذي وصفه بالمحنك مؤكدا أن من بين أبرز خصال المرحوم "طريقته الفذة في معالجة وحل المشاكل باتزان وروية"، مبرزا أن كرة القدم الوطنية استفادت كثيرا من خدماته.