أكد رئيس الوزراء الفرنسي، السيد مانويل فالس، اليوم الخميس بالرباط، أن بلاده عازمة على الحفاظ على موقعها كشريك مرجعي للمغرب، واصفا علاقات الشراكة التي تربط البلدين في جميع المجالات، ولاسيما السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم، ب"المتميزة". وقال السيد فالس، خلال ندوة صحفية مشتركة مع رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، إن "فرنسا تسعى إلى أن تظل الشريك المرجعي للمغرب في جميع مجالات التعاون، ولاسيما المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية. نتوفر على شراكة متميزة تفوق مستوى الصداقة". وأكد الوزير الأول الفرنسي، في هذا الصدد، أنه سيعمل على تعبئة حكومته بغرض التجسيد عمليا للمرحلة الجديدة التي دخلتها العلاقات المغربية الفرنسية، مضيفا أنها مناسبة لفتح صفحة جديدة في هذه الشراكة. وقال السيد فالس، الذي أجرى قبيل ذلك مباحثات مع السيد ابن كيران، "ستكون أمامنا الفرصة للانطلاق معا مجددا، وفتح صفحة جديدة لهذه الشراكة، يوم 28 ماي المقبل، باعتبار أن زيارتي تؤشر على انطلاق التحضيرات للقاء الرفيع المستوى. هذا اللقاء الحكومي المغربي- الفرنسي سيجمع عددا مهما من الوزراء". وفي هذا الصدد، حرص السيد فالس على التأكيد على أن المباحثات التي أجراها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مع الرئيس الفرنسي، السيد فرانسوا هولاند، يوم 9 فبراير الماضي، وكذا اللقاءات المتتالية لوزراء البلدين، ولاسيما وزراء العدل والداخلية والشؤون الخارجية، قد أعطت دينامية فعلية جديدة للتعاون الثنائي في جميع المجالات. كما أكد الوزير الأول الفرنسي على أن بلاده عازمة، "أكثر من أي وقت مضى"، على تعزيز العلاقات مع المغرب في جميع المجالات، ولاسيما الاقتصاد والتربية والتعليم العالي والثقافة ومكافحة الإرهاب. وأضاف أن فرنسا تعتزم مواكبة المغرب، البلد الذي يتطور ويفرض نفسه ويتموقع ضمن كبرى دول الفضاء المتوسطي والقارة الإفريقية في جميع المجالات، مبرزا أنه "انطلاقا من هذا المعطى، فإن أمامنا، من دون شك، العديد من المشاريع التي يتعين أن نشتغل عليها معا". وذكر في هذا الإطار، بأن التعاون الاقتصادي بين البلدين "لم يشهد تراجعا قط، لكن من المهم إحياء الأمور وانعاشها على المستوى الاقتصادي". وأبرز، في هذا الإطار، أن الزيارة المقبلة لوزير المالية الفرنسي، السيد ميشيل سابين، تندرج في هذا الإطار، مشيرا إلى أنه "ليس من قبيل الصدفة أن تكون فرنسا اليوم شريكا للمغرب من الدرجة الأولى". ومن جهة أخرى، أشار الوزير الأول الفرنسي إلى أن العدد المهم للطلبة المغاربة الذين يتابعون دراساتهم بفرنسا، البالغ 34 ألف طالب (أكبر جالية طلابية بفرنسا)، يعكس متانة العلاقات الثنائية، معربا في الوقت ذاته عن ارتياحه لكون الحكومة الفرنسية تضم وزراء تربطهم علاقات قوية بالمغرب. كما جدد الوزير الأول الفرنسي التأكيد على "الموقف الثابت" لفرنسا من قضية الصحراء المغربية. وعلى صعيد آخر، أشار السيد فالس إلى أنه تطرق مع رئيس الحكومة لمكانة الإسلام في فرنسا وأوروبا. وأكد، في هذا الصدد، التعبئة "الكاملة والتامة" للسلطات الفرنسية لمواجهة كل الممارسات التي يمكن أن تحدث شرخا في المجتمع الفرنسي، ولاسيما الممارسات التي تمس بالإسلام. وقال إن "الشعبوية تتغذى على خطاب معاد للإسلام بفرنسا وأوروبا، ونحن عازمون على مكافحة هذه الممارسات، وكذا هذه الخطابات. لا يمكن أن نسمح لأي خطاب يجرح مسلمي فرنسا والعالم بصفة عامة". وكان السيد فالس قد حل، في وقت سابق اليوم بالرباط، في زيارة للمملكة تندرج في إطار الدينامية الجديدة التي تعرفها العلاقات بين البلدين، وذلك قبيل انعقاد الاجتماع الفرنسي- المغربي رفيع المستوى الثاني عشر، المرتقب تنظيمه يوم 28 ماي المقبل بباريس.