تم عصر، اليوم الثلاثاء بمقبرة (القبب) بفاس، تشييع جثمان العلامة الفقيه المرحوم، محمد التاويل، الذي وافته المنية ليلة أمس الاثنين عن عمر يناهز 80 سنة. وقد ووري جثمان الفقيد الثرى بعد إقامة صلاتي العصر والجنازة بجامع القرويين بفاس بحضور السيد أحمد يسف، الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، وثلة من العلماء والفقهاء وطلبة العلم وتلامذة الفقيد إلى جانب العديد من أفراد أسرة المرحوم ومحبيه ورجال الفكر والثقافة وعدة شخصيات أخرى. وفي أجواء خيم عليها الحزن والأسى شيع الحضور جنازة الفقيد الراحل محمد التاويل، ورفعت أكف الضراعة إلى الباري عز وجل بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته. كما توجه الحضور بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. ويعد الفقيد المرحوم محمد التاويل أحد مراجع المذهب المالكي بأصوله وفروعه كرس حياته لترسيخ وحدة هذا المذهب ولتدريس ونشر تعاليم الإسلام السمحة، وبفقده يكون المغرب قد فقد علما بارزا وفقيها جليلا أفاد الأمة الإسلامية بفكره ومؤلفاته وكتبه، خاصة في مجال الفقه المالكي الذي يعد أحد شيوخه وأعمدته الكبار بالغرب الإسلامي. وفي هذا الصدد، قال السيد أحمد يسف، الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب فقد برحيل العلامة محمد التاويل عالما من علماء هذه الأمة الذي تعلم في جامعة القرويين العريقة وعلم بها أفواجا من الطلبة والفقهاء. وأضاف السيد يسف أن الراحل، الذي يعد من رموز هذه الأمة باعتباره من العلماء والفقهاء الأجلاء، ولا سيما في الفقه المالكي الذي تحتاجه الأمة الإسلامية اليوم، أفاد الأمة الإسلامية بعلمه وقلمه ودروسه ومواعظه ومحاضراته وبما كتبه وألفه من كتب وأعمال فقه أغنت الخزانة المغربية. وأكد أن العلامة الراحل محمد التاويل كان أحد الأقطاب في مجال الفقه الذي يعتز ويفتخر بهم المغرب كما يعد من حراس الثوابت والمقدسات التي قامت عليها الأمة المغربية بالنظر لموسوعيته وعلمه الغزير اللذين أهلاه ليكون عضوا بالمجلس العلمي الأعلى وكذا مفتيا في هيئة الفتوى التابعة لهذا المجلس. ومن جهته، أكد الفقيه عبد المجيد المرضي، إمام جامع القرويين وأحد تلامذة العلامة الراحل، أن المرحوم كان ركنا من أركان العلم والمعرفة بالمغرب وأحد أبرز العلماء في العصر الحديث، وهو من أعلام القرويين تخرج ودرس بها، مشيرا إلى أنه كان يتميز بغزارة علمه ووفرة ثقافته الفقهية التي كان لها الأثر الأكبر سواء داخل المغرب أو في الخارج. وأضاف أن الأمة الإسلامية جمعاء ستفقد برحيل العلامة محمد التاويل علما من أعلامها الكبار وموسوعة علمية ومدرسة أصولية فقهية بامتياز، مشيرا إلى أن طلبته وتلامذته سيفقدون برحيله المربي والواعظ والفقيه الذي لا يبخل بعلمه والمدافع الشرس عن الفقه المالكي وعن ثوابت هذه الأمة. ولفت الانتباه إلى أن الراحل خلف العديد من الكتب والمؤلفات التي ضمنها عصارة فكره وتجاربه وعالج فيها العديد من القضايا والمواضيع التي تهم الشريعة والفقه وقضايا الأمة الإسلامية، مسجلا أن الراحل كان يمتاز بالدقة في علمه وفي ما يكتبه وكذا في دروسه التي كان يلقيها بجامع القرويين العريق والتي كانت تستقطب العديد من الطلبة والمفكرين والفقهاء . يذكر أن الراحل خلف العديد من الكتب والمؤلفات منها على الخصوص "الوصايا والترتيل في الفقه الإسلامي" و"الوصية الواجبة في الفقه الإسلامي" و "الشركات وأحكامها في الفقه الإسلامي" و"موقف الشريعة الإسلامية من اعتماد الخبرة الطبية والبصمة الوراثية في إثبات النسب ونفيه " وغيرها .