جرت، يوم السبت الماضي بمقبرة لقباب بباب فتوح بمدينة فاس، مراسيم تشييع جثمان العلامة أحمد الغازي الحسيني، الذي انتقل إلى عفو الله يوم الجمعة الماضي عن عمر يناهز 86 عاما. وووري جثمان الراحل أحمد الغازي الحسيني، الذي توفي بإحدى مصحات فاس بعد معاناة طويلة مع المرض، الثرى بعد صلاتي الظهر والجنازة اللتين أقيمتا بمسجد القرويين. وجرت المراسيم في جو مهيب بحضور، على الخصوص، الحاجب الملكي إبراهيم فرج، والكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى محمد يسف، والأستاذ عباس الجراري، وممثلي السلطات المحلية وأعضاء المجلس العلمي المحلي لفاس وعدد من الشخصيات. وتليت بهذه المناسبة الأليمة آيات بينات من الذكر الحكيم على روح الفقيد، كما رفعت أكف الضراعة إلى الله العلي القدير بأن يتغمد الراحل بواسع رحمته وأن يشمله بمغفرته ورضوانه وأن يجعل مثواه فسيح جنانه. وكان صاحب جلالة الملك محمد السادس قد بعث ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة العلامة المرحوم أحمد الغازي الحسيني أعرب فيها جلالته لأفراد أسرة الفقيد ولأهله وذويه، ومن خلالهم لجميع العلماء والفقهاء الأماثل بالمملكة، ولكافة محبيه ورفاقه وطلبته بجامعة القرويين، عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، في هذا الرزء الفادح، الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلا جلالته الله عز وجل أن يعوضهم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء. وأضاف جلالة الملك أن «الراحل كانت له مكانته المتميزة التي لا تعوض في خدمة الدين الإسلامي السمح، وترسيخ وحدة المذهب المالكي، وكل ذلك في وفاء مكين لإمارة المؤمنين، وإخلاص للعرش العلوي المجيد، وتشبث بثوابت الأمة ومقدساتها». وكان الراحل أستاذا بارزا وعالما حمل على عاتقه مهمة التعليم والتوجيه ونشر التعاليم الإسلامية وقيم التسامح والوسطية، وترسيخ وحدة المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية. وفي سنة 2010 حاز المرحوم على جائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية، اعترافا بجهوده وبحوثه في مجالات الفتوى والعلوم القانونية والفقه والشريعة، والتي سلمها له صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وقد ساهم العلامة الراحل أحمد الغازي الحسيني من خلال برنامج «ركن المفتي»، الذي كانت تبثه القناة الأولى، في إغناء الحقل الديني. كما عين في أواخر عقد الثمانينيات من القرن الماضي عضوا بالمجلس العلمي المحلي لمدينة فاس، ثم نائبا لرئيس المجلس في ما بعد. وعرف الراحل، الذي كان يلقي الدروس العلمية الدينية بمسجد القرويين، أيضا، ببحوثه الأكاديمية بكلية الشريعة التابعة لجامعة القرويين بفاس. كما ألف عددا من الكتب النفيسة من بينها «التدريب على تحرير الوثائق العدلية» و«تواريخ القسمة في الشريعة والقانون» و«علم التوقيت والتعديل».