انتقل إلى عفو الله العلامة البارز أحمد غازي الحسيني أمس الجمعة بإحدى مصحات مدينة فاس عن عمر يناهز 86 عاما٬ بعد معاناة طويلة مع المرض٬ وذلك حسب ما علم لدى أسرة الفقيد. وكان الراحل أستاذا بارزا وعالما جليلا حمل على عاتقه مهمة التعليم والتوجيه ونشر التعاليم الإسلامية وقيم التسامح والوسطية٬ وتكريس المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية. وفي سنة 2010 حاز الراحل على جائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية٬ اعترافا بجهوده وبحثوه في مجالات الفتوى والعلوم القانونية والفقه والشريعة٬ والتي سلمها له صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وقد ساهم العلامة أحمد غازي الحسيني من خلال برنامج "ركن المفتي" الذي كانت تبثه القناة الأولى ٬ في إغناء الحقل الديني. كما عين في أواخر ثمانينات القرن الماضي عضوا بالمجلس العلمي المحلي لمدينة فاس٬ ثم نائبا لرئيس المجلس في ما بعد. وقد عرف الراحل٬ الذي كان يلقي الدروس العلمية الدينية بمسجد القرويين الشهير٬ أيضا٬ ببحوثه الأكاديمية بكلية الشريعة التابعة لجامعة القرويين بفاس. كما ألف عددا من الكتب النفيسة من بينها "التدريب على تحرير الوثائق العدلية" و "تواريخ القسمة في الشريعة والقانون" و "علم التوقيت والتعديل". وكان العلامة غازي الحسيني قد نال دبلوم الدراسات العليا من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1976٬ قبل أن يشتغل أستاذا بالمعهد الوطني للدراسات القانونية بالرباط. كما اشتغل في ثمانينات القرن الماضي أستاذا بجامعة القرويين وكلية الحقوق التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. وسيوارى جثمان الفقيد الثرى بعد صلاتي الظهر والجنازة اللتان ستقامان بمسجد القرويين بفاس اليوم السبت.