أقيم، أمس الأربعاء بفاس، حفل تأبيني للفقيد أحمد لحبابي، العالم الكبير الذي كرس حياته لخدمة العلوم الإسلامية كمؤلف بارز وأستاذ بجامعة القرويين لما يزيد عن نصف قرن. وأشاد المتدخلون، خلال هذا اللقاء الذي نظمته جامعة القرويين وشارك فيه الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى السيد محمد يسف والرئيس بالنيابة لجامعة القرويين السيد علي الصقلي ونخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين، بخصال هذا العالم الجليل المزداد بفاس سنة 1914، الذي ناضل في صفوف الحركة الوطنية، ووسم مساره الفكري والإنساني بالشجاعة ونكران الذات والتشبث بالقيم المقدسة للأمة.
وذكر المشاركون بمسار الفقيد على رأس الرابطة المحمدية لعلماء المغرب وبثراء مساهمته في مجموعة من أوراش الإصلاح بالمغرب، وخصوصا التعليم الأصيل.
وكان المرحوم أحمد لحبابي، الذي توفي سنة 2006 ، قد نال جائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية سنة 2003 لمساهمته في إغناء الدراسات الإسلامية واعترافا بكتبه القيمة في مجال العلوم الدينية والثقافة الإسلامية.
وتابع العلامة أحمد لحبابي دراسته بجامعة القرويين التي أصبح أيضا مدرسا بها، وشغل مناصب عديدة في الحقل الديني والإداري قبل أن يدرس بجامعة القرويين وكلية الشريعة بفاس. كما تبوأ الراحل منصب مدير معهد التعليم الأصيل للفتيات التابع لجامعة القرويين.
وتميز العلامة الحبابي بوفائه وتشبثه الراسخ بثوابت الأمة وقيمها المقدسة. وقد شهد منزله تحرير عريضة علماء فاس للمطالبة بإرجاع المغفور له محمد الخامس الى العرش.
وللفقيد أحمد لحبابي عدة كتب منها "الإسلام المقارن" و"مرونة الإسلام" و"الطرق التربوية وعلم النفس في القرآن الكريم".