نظم فريق البحث في السنة والسيرة وقضايا الإعجاز، التابع لكلية الآداب سايس، وبنية البحث في قضايا المرأة والطفل فقها وقانونا، التابعة لكلية الشريعة بفاس، أمس الأربعاء، ندوة علمية تكريمية لفضيلة العلامة أحمد الحبابيبشراكة مع المجلس العلمي الأعلى والرابطة المحمدية لعلماء المغرب، ورئاسة جامعة القرويين. حضر هذا اللقاء العلمي، أساتذة وعلماء دين وفقه، نذكر منهم الدكتور محمد يسف، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، والدكتور أحمد العبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، والدكتور علي الصقلي، رئيس جامعة القرويين وشخصيات أخرى. وتضمن برنامج هذا اللقاء العلمي،عدة نقط تتعلق بالعلامة أحمد الحبابي، نذكر منها على الخصوص"العلامة أحمد الحبابي ومنهجه في أصول الفقه بين النظر والتطبيق" وقراءة في كتاب "مناهج الفقهاء في استنباط الأحكام "، للعلامة أحمد الحبابي، و"شذرات من فقه الوثائق العدلية في محاضرات أحمد الحبابي لطلبة الدراسات الشرعية"، و"العلامة سيدي أحمد الحبابي، من خلال ما قيل فيه من أشعار". ومن بين المحاور التي تطرق لها المشاركون أيضا، "الأثر التربوي للمثل القرآني وتطبيقاته عند العلامة أحمد الحبابي" و"جهود العلامة أحمد الحبابي في إبراز الصورة المشرقة للإسلام والدعوة إلى الحوار" والعلامة أحمد الحبابي وقضية التربية والتعليم". للتذكير، ولد الإمام العلامة أحمد الحبابي عام 1914، وتوفي عام 2006، بفاس، وتلقى العلم في صغره بالقرويين، من أكابر شيوخها أمثال العلامة الحسن الزرهوني، والعلامة محمد بن عبد السلام بناني، والعلامة الحسن مزور، والعلامة بوشتى الصنهاجي، والعلامة جواد الصقلي، وغيرهم. حصل على العالمية سنة 1943، فعين للعديد من المناصب، منها تدريس التوثيق وفقه الوثائق، كما عين كاتبا عاما لجامعة القرويين في عهد الوزير محمد الفاسي، ومديرا للمعهد الأصلي للفتيات، وبعد دراسة مجموعة كتبه التي وصفت بالنفيسة حاز سنة 2003 جائزة محمد السادس للفكر والدراسات، وفي سنة 2005 عينه أمير المؤمنين محمد السادس أمينا عاما ل"للرابطة المحمدية للعلماء" . كانت للراحل أحمد الحبابي مواقف يشهد له بها التاريخ، ففي سنة 1944، حكمت عليه الحكومة الاستعمارية بسنة ونصف السنة سجنا، وجرى إبعاده عن وظيفة التدريس، بسبب إبعاد الملك محمد الخامس عن عرشه، وامتناعه عن التوقيع عن بيعة ابن عرفة، وفي منزله كتبت عريضة علماء فاس للمطالبة بعودة المغفور له إلى العرش، وأعقب هذه العريضة اعتصام جميع علماء فاس بالحرم الإدريسي، بعد تقديمها وملحقاتها إلى الدائرة الاستعمارية بالرباط.